تغطية إخبارية، تحقيقات الحدود

تحقيقات الحدود: من هو هذا الرجل ولماذا يحمل ميكروفوناً؟

Loading...
صورة تحقيقات الحدود: من هو هذا الرجل ولماذا يحمل ميكروفوناً؟

رصدت كاميرا عشوائية وُجدت بالصدفة في مترو أنفاق القاهرة، مجموعة من المواطنين البسطاء يرتدون البدلة الرسمية، والتي تُعدّ الزيّ الرسمي التقليدي الذي يرتديه المواطن المصري حين يذهب إلى أعماله أو زيارة أصدقائه أو شراء حاجات المنزل، بالإضافة إلى الكمامة – رغم عدم الحاجة إليها بالنظر إلى نظافة المترو وتعقيمه وعدم ازدحامه بالناس – كالعادة، وقد غطت الصورة المشهد العام للشارع، مُظهرة مجموعة من المواطنين يلوّحون للرُكّاب بالعلم المصري، وهو تقليد معروف في مصر، حيث تودّع العائلة رب الأسرة كل يوم بهذه الطريقة لتشجّعه وهو ذاهب إلى العمل.

ورغم نمطية المشهد وبساطته، إلّا أنّ شخصاً واحداً أثار الريبة والشكوك؛ رجل حليق الرأس، أسمر البشرة، وسيم الطلة، طويل القامة، مُلمّع الحذاء، يقف – رغم وجود مقاعد فارغة – ويمسك مقبض الباص في يده اليمنى، ويحمل ميكروفوناً باليسرى، وقد تساءل جمهور المصريين عمّن يكون هذا الرجل، وما سبب حمله الميكروفون، وأخذنا على عاتقنا بالحدود، كتاباً وباحثين ومبرمجين ومصممين، التحقيق في هذه المسألة للتوصّل إلى إجابة شافية وافية، وتعاونا مع أعضاء مجتمع الحدود لدراسة تحليلاتهم وتوقعاتهم حول الأمر المريب، ليجروا بدورهم تحقيقاتهم الخاصة ويختبروا فرضياتهم في سبيل مساعدتنا على التوصل لإجابة.

وبعد التمحيص والتدقيق والأخذ والعطاء والاجتماعات المطوّلة، رجحنا ثلاثة سيناريوهات لا رابع لها، وإليكم النتائج:

السيناريو الأول: أن يكون الرجل مذيعاً مُتدرباً في قناة الفراعين

إن صحّت الشكوك وكان هذا السيناريو مصيباً، فإنّنا نتوقع أن يكون هذا أول أيام الرجل في التدريب، ولا بُدّ أنّه قلق حول ما إذا كان صوته عالياً بالقدر الكافي لينافس شخصيات عريقة في هذا المجال مثل توفيق عكاشة أو كي ينال رضاه على أقل تقدير، هذا فضلاً عن التنافس مع مذيعي القنوات الأخرى مثل لميس الحديدي وعمرو أديب أو حتّى الضيوف الكرام مثل مرتضى منصور، الأمر الذي دفعه لحمل الميكروفون معه ليعينه على عمله.

ويبدو الرجل في الخمسينات من عمره، الأمر الذي يدعم هذه النظرية؛ فالخمسين هو السن الذي قد يحصل فيه المواطن المصري على فرصة تدريب تساعده على البدء في حياته المهنية، إلّا أنّ قدرته على استقلال المترو وتحمل تكاليفه بعد رفع سعر تذاكره للمرة الثالثة خلال ثلاثة أعوام تُضعف هذه النظرية، خاصة وأنّه رجل محترم أنيق لا يبدو عليه أنّه اختلس هذا المبلغ من أحد. 

السيناريو الثاني: التعايش مع فيروس كورونا 

تخشى الدولة المصرية على مواطنيها من النسمة الطائرة وتدعوهم دائماً للالتزام بالتعليمات الصحية، ولأنّ المواطنين يعيشون بهناء وسعادة، تراهم يركزون على سفاسف التعليمات وينفذونها بحذافيرها، ومن المرجح أن يكون المواطن في الصورة ملتزماً بقواعد التباعد الاجتماعي ويحمل ميكروفوناً معه باستمرار حتّى يسمعه أصدقاؤه حين يتحدث. ويعتقد فريق التحقيق الخاص في الحدود أنّ هذا السيناريو هو السيناريو الأقرب إلى الحقيقة، كما أنّ نظرة الرجل إلى الشباك تشي بأنّه يستخدم الميكروفون لتحذير الناس في الشارع وحثهم على التباعد الاجتماعي وتعقيم الأعلام المصرية التي يحملونها. 

السيناريو الثالث: احتمالية وجود علاقة بين الرجل والسيسي

كنّا قد وضعنا سيناريوهين فقط وبدأنا في إغلاق ملف القضية، قبل أن تُنبهنا زميلتنا حادّة النظر ودقيقة الملاحظة بأنّ سيادة الرئيس الدكر نور عينينا السيسي موجود بالصدفة في نفس المترو، وتقترح سيناريو ثالثاً مفاده أنّ هذا الرجل مرافق للرئيس الدكر ويحمل الميكروفون له استعداداً لإلقاء خطبة في أي لحظة، لكنّه سيناريو ضعيف جداً؛ فالرئيس الدكر لا يحتاج إلى ميكروفونات كي يسمعه الناس، كما أنّ خطاباته السابقة جميعاً تؤكد أنّه لا يستعد لها بل يقول أول شيء يخطر بباله دون تحضيرات وشكليات.

من هو هذا الرجل برأيكم؟ هل اقتنعتم بأيٍّ من التحليلات السابقة؟ أم أنَّكم تفكرون بفرضية أخرى؟ راسلونا على micman@alhudood.net

شعورك تجاه المقال؟