لايف ستايل، دراسة

دراسة تبين تراجع البركة بنسبة ٤٣٪ مقارنة بأيام زمان

Loading...
صورة دراسة تبين تراجع البركة بنسبة ٤٣٪ مقارنة بأيام زمان

يهوى جميع من هم أكبر منك بيوم أو أكثر معايرتك أنت وجيلك باختفاء ما يسمّونه بـ “البركة” من الحياة اليومية، وكأنك اخترت موعد ولادتك ونشأتك وبلوغك مرحلة الشباب زمن دونالد ترامب واحتلال بغداد وانفجار بيروت وفيروس كورونا ولعبة ببجي، وهو ما يمثل انحداراً عن عالمهم الذي تميز بالهدوء والسكينة والنكسة وصعود الأنظمة العربية البوليسية والحروب الأهلية وأغنية “العتبة جزاز والسلم نايلو في نايلو”. 

حلت هذه البركة فيما مضى على العديد من الأشياء التي تبدو للوهلة الأولى منطقية لدرجة تدعوك للتحسر على ما فاتك؛ فبعد تنهيدة عميقة مليئة بالشجن، يعرب من هم أكبر منك بيوم أو أكثر عن حزنهم لأن رمضان بات يمر بسرعة لأن الوقت آنذاك  كانت فيه نسبة أعلى من البركة، متناسين أنه يمر بسرعة الآن لاستغراقهم في مشاركة ميمز صباح الخير ومتابعة المسلسلات وبرامج الطبخ والنوم عوضاً عن العمل أو التعبد. وهم كذلك يتناولون الفاكهة والخضروات ثم تراهم يترحمون على زمان وشجر زمان وأعشاب زمان وفواكه زمان التي كانت صغيرة ولها طعم، رغم أن الثورة الزراعية محت المجاعات عن غالبية الكرة الأرضية خلال الخمسين سنة الأخيرة. 

وللوقوف على المعضلة، أجرى فريق من جامعة الأمير عبد العليم دراسة شاملة لمعدلات البركة في عدة بلدان عربية؛ حيث حددت المعادلات والنماذج الرياضية المستخدمة في الدراسة نسبة انحسار البركة بـ ٤٢.٦٢٨٨٩٣ بالمئة، مع الأخذ بعين الاعتبار الفرق بين نسب البركة في المناطق الريفية مقارنة بالمدن، وبين مناطق تجمع الجيل الجديد مثل المقاهي والجيل القديم مثل المقاهي، إضافة إلى تطبيقه نظرية النسبية لقياس البركة الوقتية في زمن أم كلثوم وزمن حمو بيكا، ونظرية النشوء والارتقاء لقياس تذبذب نسبة البركة وتأثيره على البيئة المحيطة بالإنسان من أيام هتلر إلى أيام بشار الأسد. 

وقال مدير فريق البحث، الدكتور شوقي الأخطل، إن الرغبة في إثبات وتوضيح مدى فشل الجيل الجديد بدقة كان الدافع وراء الدراسة “كل شيء في السابق كان أفضل. الأكل كان لذيذا؛ قد يجزم بعض المغرضين أن المرأة كانت آنذاك لا تعمل، وشغلها الشاغل هو البقاء في المطبخ ساعات أملاً في تجنب العنف الأسري، لكن الواقع هو أن المواد الخام والمكونات نفسها كان أفضل. حتى الخلافات بين الأصدقاء كانت حقيقية عميقة ذات معنى؛ إذ كان المرء يتلقى صفعة يصل صوتها آخر الحارة، وكانت الخلافات تستمر لسنين تتخللها حوادث مثيرة كالقتل والثأر والثأر بالمقابل، أما الآن، فغالباً ما تنقضي هذه الخلافات بالسب والبصق عبر الواتساب ووسائل التواصل الاجتماعي، وبأسماء وهمية”.

وأشار الدكتور شوقي إلى أن نتائج البحث خلصت إلى عدّة عوامل تُقلّص نسبة البركة: ٣٠٪ بسبب انتشار المواقع الإباحية واختراع الإنترنت بشكل عام، بينما تعود ٥٪ إلى أغاني الفيديو كليب، و٣٪ إلى استعمال المبيدات الحشرية في الزراعة، و١.٢٪ بالمئة لهجر دور العبادة وانتشار اليوجا بانتس.

إلا أن الباحثين فوجِئوا أن النسبة الأكبر من الانحدار، والتي تفوق ٦٠٪، حدثت في يوم واحد هو ٢١ حزيران/يونيو ١٩٧٠، والذي يوافق يوم ميلاد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل.

وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور شوقي صعوبة الربط الحدثين ببعض من الناحية العلمية، إلا أنه يوافق تجاربنا الحياتية الشخصية.

شعورك تجاه المقال؟