السعودية تصلِّي ركعتيّ شكر لتدخّل القدر وتخريب اليمن بفيضان في الوقت الذي انشغلت به عن ذلك
١٢ أغسطس، ٢٠٢٠

أمرت السلطات السعودية أئمة المساجد بإقامة ركعتيّ شكر بعد كل صلاة وتلاوة دعاء بمضاعفة البلاء، امتناناً وعرفاناً منها على تدخل القدر وتعاطفه مع الظروف الصعبة التي تشغلها عن هتك اليمن، وتكفُّله بإرسال أمطار غزيرة في عز الصيف تسببت بفيضان هائل دمّر صنعاء – التي يسيطر عليها الحوثيون – ببراعة تكاد توازي براعة التحالف في تخريب البلاد.
وكانت السعودية قد انشغلت مؤخراً بإحصاء الإصابات بفيروس كورونا ودمار أسواق الطاقة وسوقيّ الحج والعمرة وإيجاد طرق خلَّاقة لتقطيع سعد الجبري دون إثارة ضجة كتلك التي خلفها تقطيع خاشقجي، الأمر الذي أسفر عن ضياع وقت ثمين كان من الممكن أن تستغله باستكمال مشروعها الممنهج لتدمير اليمن. وبات محمد بن سلمان يخشى أن يتمكن اليمنيون حقاً من التقاط أنفاسهم قليلاً والشعور ببعض الأمان والراحة.
وما زاد الطين بلّة على السعودية، أنّها كلَّما تمكَّنت من العثور على فسحة وقت للعودة إلى رمي الصواريخ في اليمن تعثرّت بوجود أحزاب وجماعات وأفراد يمنيين يقفون في صف التحالف العربي ولكنهم يزعجون الإمارات، فتدعم انقلابيي الجنوب لإغاظتهم، وهو ما يعني إضاعة مزيد من الوقت في استضافة الفرقاء في الرياض وتقديم القهوة والشاي والإملاءات لهم.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي يتدخل فيها القدر لصالح السعودية في اليمن؛ إذ سبق له إرسال الأعاصير والكوليرا والكوارث الصحية وفيروس كورونا، حتّى أنّه تدخّل منذ فجر التاريخ وابتلى اليمنيين بجعل السعودية جارة لهم، لكنّ أكثر ما أثلج صدر السعوديين هذه المرّة هو عجز جماعات حقوق الإنسان عن المطالبة بفرض عقوبات على القدر، الذي لن يحتاج بدوره لشراء أسلحة من الدول الأوروبية وتوجيع رأسه برفض شعوبها لذلك.
في سياق متصل، رفض الكاتب السعودي الكبير حميد بن همام آل طابون خطوة السلطات بشكر القدر على مصاب الجارة اليمنية “لا يمكن أن نمنح الفضل كاملاً للقدر وحده، وكأنّنا كنا نلعب ونمرح طوال السنوات الخمس الماضية؛ فالعملية تكاملية، ولولا تعب القيادة السعودية وسهر الليالي والضرب والقصف ومئات المليارات التي دفعتها من جيبها وجيوب مواطنيها، لواجه الفيضان بنية تحتية أكثر تماسكاً، ولما حظينا بهذه النتائج المُبهرة. لا أرفض أن نُصلي ركعتي شكر للقدر، ولكن علينا أن نرفقها بأربع ركعات شكر لقيادتنا الحكيمة”.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.