نصر الله يكتب: وَمَنْ أَظْلمُ ممَّن افْتَرَى عَلَى حزْبِ الله كَذِباً
١٠ أغسطس، ٢٠٢٠
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبو القاسم محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته،
في الحقيقة، هناك مشهد أود التوقف والاستزادة في الوقوف عنده: منذ اللحظة الأولى للانفجار، حين خرجت وسائل الإعلام والسياسيون المناوؤن لنا وقد حسموا أمرهم باتهام الحزب. لماذا؟ لماذا هذا الظلم والتجني على حزب الله دوناً عن سائر الأحزاب؟ لماذا كلما دق الكوز بالجرة يلتفت الجميع للحزب، وحزب الله راح، وجاء حزب الله، وقام حزب الله، وقعد حزب الله … أهذا جزاء وطنيتنا وأخلاقنا وتحملنا المسؤولية الوطنية وعدم حيادنا ولو لهنيهة عن جادة الوطن أو الارتهان لأجندات خارجية؟
لماذا حزب الله؟
لأننا وضعنا رئيس الجمهورية؟ نحن لم نعرقل اختياره لأكثر من سنتين ونصف إلا لنضمن وجود رئيس وطني يسمح لنا باستكمال مشروعنا الوطني والحفاظ على سلاحنا والقتال في سوريا والاستمرار بتنفيذ أجندتنا، الوطنية طبعاً.
سلاح الحزب؟ انه الردع لأعداء الحزب، وهؤلاء، بعدائهم للحزب يعادون لبنان – كل لبنان – بديمقراطيته وتنوعه وقبوله للآخر واحترامه حق الاختلاف.
عليَّ الإشارة هنا إلى أن السلاح كان بحوزة الجميع، وكل ما هنالك أنهم سلَّموا سلاحهم للدولة، فيما رفضنا تسليمه ولو على قطع رقاب الجميع، حفاظاً على رقاب الجميع.
أتودُّون اتهامنا بحكم سيطرتنا على المطار لأن معظم العاملين فيه من الحزب أو مؤيدي الحزب الذين يحبون العمل في قطاع الطيران والمطارات؟ أم لأن لافتة سير إرشادية تسمّي طريق الخروج من المطار رفيق الحريري بـ“جادة الإمام الخميني”؟ ألا يكفي أن يكون المطار باسم رفيق الحريري؟ لماذا توضع جميع الحسابات في إطار حزبي طائفي ضيق، أليست هذه هي العنصرية بأم عينها؟ نحن بالنسبة لنا، لا نمانع بالعمل مع أو أن نحظى بتأييد أي فرد، بغض النظر عن دينه، أو طائفته، أو عرقه، لنصبح جميعاً وحدة واحدة متناغمة تحيا في ظلال الحزب.
بغير ذلك، لا علاقة لنا بشيء، لا بالأحزاب ولا بالبرلمان ولا بمؤسسات الدولة أو شواطئها أو مرافئها، وحتى شبكة الاتصالات الداخلية؛ فهي شأن داخلي للحزب ولا علاقة لأحد به. كل ما يتبقى لنا إشراف بسيط على زراعة الحشيش في الجنوب لأغراض طبية، ونتمنى أن تُشرَّع زراعته في القريب العاجل.
وإذاك، أود أن أعلن وأؤكد وأشدد نفياً قاطعاً مطلقاً حاسماً جازماً حازماً شديداً قوياً طويلاً عريضاً ثابتاً راسخاً، أن جميع العاملين بالمرفأ من أعضاء الحزب يمارسون نشاطهم الحزبي بعد انتهاء دوامهم في المرفأ، حالهم حال الأعضاء العاملين في المطار أو في أي مرفق أو مؤسسة من مؤسسات الدولة.
أيها القراء الأعزاء، إننا، رغم مصابنا الأليم، يجب علينا النهوض من ركامنا والمضي قُدماً لبناء الدولة. لننظر إلى الجانب المشرق؛ ففي الوقت الذي تزداد فيه الضغوط السياسية والاقتصادية الخارجية التي هوت بالليرة للي ذراع البلد ودفعه للتخلص منا، ها نحن نشهد انفراجة يمكن لها أن تفضي إلى حل سريع لأزمتنا، وباتت كثير من الدول والحكومات – حتى تلك المعادية لنا – تتعاطف معنا وتفتح خزائنها وتبدي استعدادها لمساعدة لبنان، يبقى الدور على سياسيينا ودبلوماسيينا ليظهروا براعتهم في استقطاب المنح والمساعدات الإنسانية غير المشروطة.
أترون؟ هناك جانب مشرق أيضاً؛ ها قد حظينا أخيراً بانفجار عابر للطوائف والمناطق، شهداء وجرحى ومشرَّدون وثكالى ويتامى ومتأذون فقدوا أعمالهم وأملاكهم وأرزاقهم من كل الطوائف، انفجار لا يشمت بسببه أحد بأحد، انفجار لطالما احتجناه في لبنان.
غداً تظهر نتائج التحقيق الذي سيثبت بالتأكيد أنَّ الفاجعة على عكس الاتهامات ضدنا، تسبب بها إهمال إداري فاحش، وسيكون من الواجب على الدولة إيقاع أشد العقوبات بحق المسؤولين المباشرين عن الموضوع بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية أو الطائفية، كما سيكون من الواجب عليها ضبط الفلتان الإعلامي ووضع القوانين الناظمة لعملية التعبير التي تحول دون اتهامنا مجدداً.
أما أن اتُّهمنا بالضلوع في التفجير أو مسؤوليتنا المباشرة أو غير المباشرة عنه، ساعتئذ، سيكون من الواضح غياب العدالة، وغياب أي أمل بالدولة، وأن التفجير كان بسيطاً مع هكذا حثالة لا يعرفون سوى التجني والافتراء وفتح تحقيقات مسيّسة، مثل تحقيق المحكمة الدولية باغتيال الحريري.