الجامعة الأمريكية تتبرع بإعطاء درس في الإدارة بفصلها ألف موظف دفعة واحدة
٢١ يوليو، ٢٠٢٠

منيرة بشقلاط – مراسلة الحدود لشؤون دكاكين التعليم
أثبتت الجامعة الأمريكية في بيروت أنها أعلى منارة تعليم، أوسع واحة تنوير، أشد بقعة ضوء سطوعاً في لبنان والشرق الأوسط، أثبتت أنها ربّة الجامعات، بعد أن وضعت إدارتها التحديات الملقاة على عاتقها جانباً، وتبرعت بتقديم درس عملي مجاني في أصول الإدارة لمؤسسات المجتمع المدني والشركات الوطنية التي تحتاج من يقدم لها الحلول لتدارك أزمتها المالية، وذلك بطردها ألفا من موظفيها دفعة واحدة.
هل كانت جامعة مرموقة بحاجة لتسريح كل هذه الأيدي العاملة التي تتقاضى أجوراً بالليرة اللبنانية، مع أنها تستقبل مئات الملايين من الدولارات الخضراء الثمينة من أمريكا مباشرةً ومن جيوب الطلبة وذويهم والمرضى في مستشفى الجامعة، وتدفع مئات الآلاف منها للإداريين والمسؤولين؟ بشرفك يا فضلو يا رئيس الجامعة، هل كنت بحاجة حقيقة لتسريحهم، هاه؟ تحتج الرعونة، فتجيبها الحكمة: إنها ليست الضرورة المادية، بل الأخلاقية، لقد كان لزاما على إدارة الجامعة دفع هذا الثمن لتكون قدوةً للمؤسسات الأخرى ودفعها لإبداء العقل على العاطفة. إن أيا كان سيرى هذه الخطوة إجراءً مجحفاً، ولكن، وحدهم الرياديون الحقيقيون كرئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري يستطيعون رؤية الحدث على حقيقته، باعتباره إجراءً ضرورياً أمام أي إدارة حكيمة تسعى لتحقيق الهدف الأساسي لوجودها، جمع المال، والحفاظ على مكانتها كجامعة رائدة تنفق أموالها على تبرعات سخية لأفراد وجماعات أجانب، أو استثمارات سياحية في أمريكا ومنطقة البحر الكاريبي.
هكذا، نجحت الجامعة الأمريكية في نقل تجربتها التعليمية إلى خارج أسوارها، وتطلب نجاح المهمة العمل بمبادئ الإدارة الحديثة وتطبيق العمل الجماعي، حيث تواصل مكتب الرئيس مع مكتب العميد مع مكتب مدير المركز الطبي مع الدائرة المالية مع شؤون الموظفين لرصد وتحديد الموظفين الذين سيفصلون، وسهر الكثيرون على طباعة كتب إنهاء خدماتهم وشطب ملفاتهم من البرنامج المحوسبة. فضلاً عن العمل مع الدولة والتنسيق مع الجيش اللبناني، الذي حضر بمدرعاته وركنها في منطقة الجامعة لاستقبال مئات المفصولين عقب خروجهم من مباني الجامعة، والترحيب بهم في صفوف البطالة مع إخوتهم المواطنين، واللاجئين الممنوعين من العمل أساساً.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.