نصر الله يدعو المواطنين لكسب الوقت وزراعة الشرفات قبل انقطاع المياه
٠٩ يوليو، ٢٠٢٠
ألقى سماحة ممثل مشيئة الله في لبنان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، خطاباً تناول فيه آخر التطورات الاقتصادية والحلول المقترحة لتجاوز المرحلة، بما فيها آليات الجهاد الزراعي والتصدي للمؤامرتين الداخلية والخارجية الهادفتين للنيل من سلاح المقاومة، وتالياً نصها:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم والحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعز المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى… (أضطر المحرر لاختصار الفقرة لكونها أطول من الخطاب) وعلى سماحة الإمام خامنئي خصوصاً وأما بعد،
قلت وأؤكد مرة أخرى: نحن لسنا ضد أن يطلب لبنان مساعدة من أي جهة في العالم، لكنَّ طلب مساعدات أو قروض لحل الأزمة الاقتصادية لا يعني أن نتجاوز الخطوط الحمراء المفروضة علينا، ويبدو أن ارتهان البعض للخارج لم يسمح لهم بالتوافق على مقترحنا السيادي الوطني في طلب المساعدات من الأمم الصديقة واستثناء الدول التي يصنفها سماحة الإمام خامنئي بالعدوة، وهي ليست كثيرة مقارنة بالأصدقاء؛ فلدينا روسيا وإيران وسوريا وفنزويلا والعراق وغيرها من النماذج الناجحة، ويمكن أن أعد حتى الصباح.
من هنا، أعلن اليوم ومن هذه اللحظة أن الحل يجب أن يكون بسواعدنا، ومن الداخل، إذا لم يعجبكم الخارج الذي نقترحه، اليوم أعلن الجهاد الزراعي وتحويل التهديد إلى فرصة، وخوض معركة إحياء قطاع الزراعة لمواجهة الجوع، وأعلم أنكم ستكونون حاضرين في كل ساح وأنكم لن تتركوا السلاح وأنه لبيَّ أنا، وأعدكم أنّ حزب الله بكل ما لديه من إمكانيات وسلاح ومقاتلين سيكون في قلب المعركة كما عودكم، بل إنني سأتقدم جحافل المجاهدين في ساحة القتال، وسأحمل المعول وأزرع شرفتي بيدي، ولن يتوانى شباب الحزب ومقاتلو الحزب وأنصار الحزب عن الدخول في عمق أي بلكونة صالحة للزراعة، في الجنوب وفي الشمال وفي بيروت، وسنزرعها بندورة بلون راية العباس، وخياراً أخضر كرايات آل البيت، وباذنجاناً أسود كراية الحداد على الحسين.
علمتنا المقاومة أن لكل معركة حساباتها وخططها وأسلحتها، وانّ الشرفات تزرع بالبقدونس والفجل والنعنع وليس بالبرتقال والليمون؛ لأنّ طبيعية الأبنية المتهالكة ستعرضها للانهيار فوق رؤوس المجاهدين، وأنّ الحشيش يزرع في البقاع ولا حاجة لزراعته في كل مكان، بل يجب التركيز على التنوّع وأن يكون المنتج مدروساً وغير متوقعاً للعدو. عندما حررنا الجنوب حولنا المعتقلات إلى متاحف، ولدينا اليوم فرصة لتحرير الاقتصاد اللبناني وتحويل الزراعة إلى صناعة، والاستثمار فيها، لا أن نأكل ونسد جوعنا فحسب؛ فزراعة الصبار ينتج عنها مستحضرات تجميل، ومبنى سطحه مزروع بالأوليفيرا ينتج آلاف الشامبوهات المفيدة للشعر الجاف، والقليل من اللافندر على نافذتكِ أختي يمنحك كولونيا للحمام، ومن الفلفل ننتج الشطة الحارة اللذيذة مع الصفيحة والبطاطا بالكزبرة، ونحول القمح إلى برغل والبرغل لتبولة والتبولة للتصدير.
إخوتي وأخواتي، لا دائم إلا وجه الكريم. لدينا اليوم مياه ولكننا لا نعرف إلى متى ستكون متوفرة، انظروا إلى الكهرباء كيف تأتيكم ساعة باليوم، علينا استغلال الفرصة والاستفادة من هذه النعمة قبل زوالها أو بيعها أو خصخصتها، استغلوها وازرعوا قبل أن يزرع عليكم وأنتم مقبورون.
وفي الختام أود التأكيد على أنّنا سكتنا وتحمّلنا وسايرنا في سبيل مصلحة البلد كثيراً، وقلنا لا بأس بالذهاب إلى صندوق النقد الدولي إذا كنتم مصرّين. لم نضع عصي في الدواليب ولم نعِق هذا الحوار بأي شكل، وقلنا إننا مع الانفتاح على الشرق ولسنا ضد التعامل مع الغرب ولكن بشروطنا، وأنّ أي اتفاق مع صندوق النقد يجب أن يراعي مصلحة الوطن والمواطن؛ هل سيدعم سلاح المقاومة؟ هل سنحصل على حصتنا؟ هل سيتدخل في تدخلنا في إدارة هذه الأموال؟ هل هو موجه للنيل من نفوذ الدول الصديقة؟ هل سيعزز سطوة أجندات خارجية وسفارات؟ هذه الأسئلة يجب أن تُسأل ويجب أن نناقش إجاباتها قبل الاتفاق وأن نستشير المرجعيات الدينية والسياسية قبل اتخاذه، وألا يكون بديلاً بأي شكل عن واجب الجهاد المقدّس الذي أعلنته الآن، بل مكملاً له.
موفقون إن شاء الله، أعطاكم الله العافية، انتبهوا لمحاصيلكم، كلوا مما تزرعون، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.