مقترح في الأمم المتحدة لقذف المساعدات على السوريين باستخدام المنجنيق
٠٨ يوليو، ٢٠٢٠
في ظل إصرار روسيا والصين على إغلاق المعابر الحدودية لتخوفهم من الأبعاد الاستراتيجية لوصول علب الحليب والسردين للسوريين، والتحدّي الذي تواجهه الأمم المتحدة لتسكين مخاوف جميع الأطراف المتصارعة، قرّر المجتمع الدولي تحمّل المسؤولية وابتكار طرق جديدة ومستدامة لدعم وإرسال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري وطَرحِ مشروع يُرضي المتصارعين ويُساعد الشعب، عن طريق قذف المناطق السكنية بالمساعدات عبر المنجنيق، ما يضمن موافقة موسكو التي لن ترفض مشروعاً يتضمن قصف سوريا، والحفاظ على وتيرة حياة المواطنين الذين تعايشوا مع طائرات النظام وروسيا واستمرارية بيئتهم المعيشية.
وأكد الخبير الاستراتيجي الأمريكي ف. يو بيوديندا أن المقترح المدعوم من الأغلبية في مجلس الأمن سيسهم في إيجاد حل للمعضلة التاريخية الاستراتيجية السياسية الكامنة في إيصال القليل من السلل الغذائية وحليب الأطفال والأدوية للمحتاجين في المناطق الحدودية، آملاً من الدول المساعدة وتطبيق أفضل الممارسات التي استخلصوها من إيصال الأسلحة والذخيرة إلى الميليشيات، كونها أكثر سلاسة من إيصال اللقاحات.
وقال بيوديندا “بدلاً من شكاوى يومية وتهديدات من قبل روسيا والصين وتركيا وإيران ومن والاهم والتي يوازيها مؤتمرات ومحادثات وندوات ودعوات وفيتوهات في مجلس الأمن والأمم المتحدة تدرس احتياج النازحين في الداخل إلى الماء النظيف والخيم، وكلما ضحكت الدنيا في وجههم وتم التوصل إلى اتفاق تتقدم دولة ما عسكرياً وتسعى إلى تغيير الاتفاق، بدلاً من هذا الصداع؛ نعاين المساعدات معاً ونحشوها بالمنجنيق بشفافية وتعاون من جميع الأطراف حسب خبراتهم؛ فتُجهز أمريكا المساعدات، وتقوم تركيا بتعبئة المنجنيق، وروسيا تطلقها صوب المشافي والمدارس والمباني السكنية، ونطلقها من بلد محايد ليس لديه موقف ثابت من الأزمة مثل الأردن، وقد يستفيد بدوره فتتناثر فوقه بعض المساعدات”.
ونوه بيوديندا إلى أن العملية قد تواجه بعض التحديات اللوجستية إذا دخلت قيد التنفيذ، حيث إن السلل الغذائية مثلاً يجب أن تحتوي على مواد غذائية تتحمل درجة الحرارة والضغط الفيزيائي جرّاء إطلاقها عبر المنجنيق لمسافات بعيدة، لكن الميزة أنها ستختصر حاجة المدنيين إلى وقود لطهي وحرق الطعام.
ويُرجِّح بيوديندا أن يتقبّل الشعب السوري فكرة وقوع بعض الضحايا جرّاء سقوط المساعدات فوق رؤوسهم عن طريق الخطأ؛ فالهدف هو إيصال المساعدات لأكبر عدد منهم، وهو دليل على تفاني المجتمع الدولي في خدمتهم ودعمهم عوض إيجاد حل للأزمة.