لايف ستايل، تقرير

كم مرةً عليّ قياس وزني قبل إعلان نجاحي بخسارة 125 غراماً؟

Loading...
صورة كم مرةً عليّ قياس وزني قبل إعلان نجاحي بخسارة 125 غراماً؟

لا أستطيع الادعاء بأنّ الإشكالية المطروحة في هذا المقال عامة تَهُم جميع البشر. أنا أكتب لقلة من الناس؛ أولئك الذين نجحوا في خسارة 125 غراماً كاملاً، ومن يسعون للوصول إلى هذا الهدف بعد أشهر من التعب والإرهاق الناتجة عن تمارين الصعود والنزول عن الميزان، الذين شعروا بقيمة الإنجاز ولم يعلنوا عنه بعد، ليس خوفاً من الحسد أو الغيرة والضغينة، ولكن احتراماً لقيمة الإنجاز وإيماناً بأنّ الإعلان عنه يحتاج لتفكير ومجهود يليق به أو لمجرَّد عدم تأكدهم من تحقيقه بعد. ربما عليهم قياس وزنهم مرَّة أخرى؟ هل فعلاً قلّ وزنهم 125 غراماً بالتمام والكمال أم أنَّ الميزان غير دقيق وقلّ 120 غراماً فقط؟ أو لعلَّهم خسروا أكثر من ذلك ويحق لهم إعلان رقمٍ أكبر. لذا نمنحك عزيزي البطل/عزيزتي البطلة، دليلاً مُفصلاً للتعامل مع هذه المسألة الحساسة والإعلان عنها. 

كيف أحسم أنّني خسرت 125 غراماً في ظل تضارب أرقام الميزان؟ 

قبل أن تُعلن للناس عن هذا الحدث الجلل، عليك مراعاة مجموعة من الأمور، أهمها المصداقية، والتي تضمنها بدراسة أساسيات علم الإحصاء. أولاً: عليك في كل مرة تقييس بها وزنك التأكّد من أنّ الظروف ثابتة وأنّ المتغير الوحيد هو الوزن. انزع ملابسك كاملة بما فيها الداخلية، قص أظافرك، امسحي طلاء الأظافر عن أقدامك وأيديكِ والمكياج عن وجهك، تأكد من ثبات درجة حرارة الغرفة دائماً حتى لا يؤثر العرق على قراءة الميزان. ادخل الحمام صباحاً في نفس الموعد وتبوّل وتبرّز بنفس المقدار، نظّف أسنانك بنفس الكمية من المعجون واحسب كمية الماء المُستخدمة لغسل فمك وكمية الماء التي ابتلعتها وتلك التي بصقتها. بعد ذلك تأتي عملية القياس نفسها: قف على الميزان من 3 إلى 5 مرات يومياً على مدار أربعة أشهر ودوّن النتائج في ملف إكسِل، ثمَّ احذف القيم المتطرفة (الأقل أو الأكثر من الوسيط ب7 غرامات) واحسب معدلها ثمَّ قرِّب هذا المعدل إلى أقرب قيمة عشرية. 

بالنسبة للفتيات، عليهنّ مراعاة فترة الدورة الشهرية التي تمتد على مدار العام، حيث يزداد الوزن قبل الدورة وأثناءها وبعدها وحتى بعد انقاطعها كُلياً، من 10- 12 كيلو غرام و230 غراماً، ولا يقلل من مصداقيتكِ إن خصمتِ هذه الكيلوغرامات في كل مرة تقفين فيها على الميزان. 

كيف أزُفُ لمعارفي خبر خسارتي الغرامات؟  

نعي تماماً أنّ مسألة الإعلان لا تقل أهمية ودقة وخطورة عن كل الخطوات التي تسبقها؛ فبمجرد إعلانك عن خسارة الغرامات المئة والخمسة وعشرين، أنتَ تفتح مجالاً لمن هبّ ودب ليسألك “كم أصبح وزنك الآن؟”، نعم، الناس هم الناس؛ حشريون وقحون سطحيون، أنتَ تُشير إلى القمر وهم ينظرون إلى إصبعك، هذا فضلاً عن الضغوطات الاجتماعية الأخرى “كيف فعلتها؟”، “ما الرجيم الذي اتبعته؟”، “لماذا تأكل البرغر الآن؟ ألا تخاف أن تعود لوزنك السابق؟”، فتتحول فجأة من شخص هامشي يشفط كرشه بهدوء ويرتدي بنطالاً أسود وبلوزة سوداء ليخفي تراكم الدهون دون إثارة أي ضجة، إلى حديث الساعة بين أًصدقائك وفي المنزل والعمل. 

إنّ التوقيت والجمهور يشكلان كلمة السر؛ اختر من ترغب في إعلان الخبر أمامهم بعناية فائقة: صديقك الذي وقفت بجانبه وشجعته عندما قام بأعظم إنجازاته ووصل إلى العمل في الموعد، حَبيبُكِ الذي صفقت له مُنبهرة حين نجح بربط ربطة العنق دون مساعدة، أمك التي ستدعمك مهما فعلت، وزملاؤك في العمل الذين يبدون إعجابهم بأي إنجاز – عدا ذلك الكلب الذي لا يتجاوز وزنه الخمسين كيلو غراماً ويأكل ولا يسمن ويتفاخر بنفسه كالطاووس- ، اجمعهم كلهم في مكان واحد واحرص على عدم انشغال أي منهم حتى لا تضطر لتكرار المعلومة عدة مرات وكأنّك غير مُصدق لما حدث، قل بصوت مرتفع، واثق وعالٍ ولكنّه يوحي بالبرود، وكأنّه حدث عادي يحدث معك كل يوم: “صحيح، بالمناسبة اكتشفت بالصدفة أني خسرت 125 غراماً”، ثم ابدأ بشرح أنّك خسرت الوزن بلا أي مجهود أو رغبة بذلك ولا تنوي الاستمرار بإنقاص وزنك فهو مثالي ورائع، قل لهم إنّك تخشى خسارة المزيد من الغرامات دون قصد وتضطر لإضافة ثقب جديد في حزامك أو أن تضطر للالتزام بنظام غذائي لزيادة الوزن والانتساب لنادٍ رياضي وتناول فيتامينات لتعويض النقص. 

شعورك تجاه المقال؟