لايف ستايل، الحدود تسأل والحدود تجيب

هل مشاهدة فيديو لشخص وهو ينزلق في الحمام تستحق أن تعطي كل معلوماتك الخاصة للحكومة الصينية؟ الحدود تسأل ثم تسألك مجدداً لانشغالك بمشاهدة تيكتوك

Loading...
صورة هل مشاهدة فيديو لشخص وهو ينزلق في الحمام تستحق أن تعطي كل معلوماتك الخاصة للحكومة الصينية؟ الحدود تسأل ثم تسألك مجدداً لانشغالك بمشاهدة تيكتوك

الكل بلا استثناء يستمتع ببعض التفاهة بين الحين والآخر، ومن الطبيعي أن يُضحِكنا مقطع فيديو على تيكتوك لشخصٍ يتزحلق في الحمام أو نحاكي أياً من الرقصات التي تنتشر عليه، ربما نجد بعض المتعة في انتقاد من يستعمل التطبيق لنشر آراء ذكورية أو السخرية مِمَن يحاول نشر الحكم هناك، لكن هل يستحق حصولك على هذه المتعة منحك تصريحاً للحكومة الصينية بمتابعة وتسجيل كل تفاصيل حياتك الشخصية؟ فهذا ما..

..لو سمحت، هلا ركزت معنا لدقائق وتوقفت عن استعمال التطبيق؟ لن يذهب الفيديو لأي مكان. شكراً، إن هذا التطبيق لا يراقب كل ما تفعله خلال استخدامه فحسب، بل يسجل معلوماتٍ عن استخدامك للتطبيقات الأخرى والمواقع التي تتصفحها، ويكشف كافة الملفات التي تخزنها، فضلاً عن تسجيله كل زرٍّ تضغطه إلى جانب كلمات السر التي تستعملها على أي موقع تزوره ورسائلك الخاصة. لو طلبت منك أن تشاركنا صورتك بالملابس الداخلية مقابل مشاهدة مقطع لزميلنا لؤي وهو يرقص، هل ستفعل ذلك؟ ماذا عن صورة هويتك؟ هل سترسل لنا أولاً بأول نسخة عن كل مراسلاتك مع حبيبتك (أو حبيباتك)؟ ماذا لو أخبرناك أنَّنا سنشارك هذه المعلومات مع أي عابر طريق يطلبها منا مقابل حفنة من الأموال؟ هل تستحق رقصة لؤي – الذي لا يميز الدبكة عن التاب دانس – أن تكون مستباحاً بهذا القدر؟

قد تؤكد لنا أنَّه ليس لديك ما تخبئه ولا تخشى تسريب أي معلوماتٍ عنك، لكنَّك تعلم أنت ومطورو تيكتوك ما الذي شاهدته ليلة البارحة رغم وضعك لاصقاً على الكاميرا الخلفية والأمامية لهاتفك. هل تود فضح ذلك؟ على أية حال، ما الذي ستفقده لو توقفت عن استعمال تيكتوك؟ إذا كنت مصراً على متابعة غباء البشرية فبإمكانك بكل بساطة أن تطل من النافذة وتشاهد ما يفعله أولاد الحارة، خصوصاً سائد وهو يرقص أثناء تبوله على عجل سيارة جاركم الذي منعهم من اللعب أمام منزله بعدما وقعت كرتهم في حديقته.

لو سمحت، عزيزي القارئ، باشا، معلم، أيها القارئ، لا، فيسبوك ليس أفضل كثيراً من تيتوك، لا تشارك كل شيء هناك أيضاً، توقف عن إضاعة الوقت واقرأ الفقرة الثانية على الأقل أرجوك.

شعورك تجاه المقال؟