الأمم المتحدة تحذف التحالف العربي من القائمة السوداء الخاصة بقتل الأطفال بسبب إهماله واكتفائه بقتل ٢٢٢ طفلاً يمنياً فقط
١٦ يونيو، ٢٠٢٠
قررت الأمم المتحدة حذف التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية من قائمتها السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال في النزاعات، بعدما تبين أن مساهمته خلال العام المنصرم كانت محدودة، ولم تتجاوز قتل ٢٢٢ طفلاً، فيما تكفلّت الحكومة اليمنية والحوثيون ببقية الأطفال.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنّ البقاء في القائمة السوداء يخضع لاعتبارات الثبات والاستمرارية “لقد تصدّر التحالف لأعوام عدة جميع الدول والميليشيات الأخرى في قتل المدنيين والأطفال والمرضى، حتّى أنّه قتل خلال عام ٢٠١٨ وحده أكثر من ٧٢٠ طفلاً، وهذا ما يدفعنا للتعامل معه بحزم أكثر من أي جماعة أخرى. أرقامه في ٢٠١٩ مُخزية للغاية، ما هذا؟ تحالف طويل عريض يتلقى الدعم اللوجستي والمعنوي من كافة دول العالم، يقتل خلال ثلاثمئة وخمسة وستين يوماً ٢٢٢ طفلاً فقط؟ أقل من طفل واحد في اليوم؟”.
وأوضح أنطونيو أنه لا يود سماع حجج مثل الظروف التي خلفتها جائحة كورونا “ها هم الحوثيون، ميليشيا تافهة تعتمد فقط على الدعم الإيراني المتهالك بفعل العقوبات، لكنّهم حافظوا على معدلات قتلاهم من الأطفال في حدود الثلاثمئة بين عامي ٢٠١٨ و٢٠١٩”.
وأضاف “كان بإمكان السعودية لوحدها الاستمرار بقتل اليمنيين والتنكيل بهم، ولكن تسليمها رئاسة لجنة الخبراء المستقلين لحقوق الإنسان أثر عليها، فباتت تتطلع إلى مناصب مشابهة، متناسية أنّ المناصب لا تجعلها دولة مهمة، لأن التاريخ لا يذكر سوى الشخصيات والتنظيمات والدول المُدرجة على اللوائح السوداء”.
وأكّد أنطونيو أنّ الاعتبارات الصارمة التي وضعتها الأمم المتحدة على التحالف هي ذاتها التي تطبق بعدل على جميع الجهات والأفراد “وهو ما منعنا من إدراج إسرائيل على اللائحة السوداء؛ فقد رفعت المنظمات الصهيونية من سقف توقعاتنا بعدد القتلى عام ١٩٤٨، وليس لها أن تتوقع وضعها في قائمتنا بعشرات القتلى من وقت لآخر، مهما أبدعوا بطرق القتل والتنكيل”.
من جانبها، أصدرت السعودية بياناً استنكر قرار الحذف “هذا ظلم بيّن. انتكاسة واحدة ونصبح خارج القائمة وكأننا لم نقتل طفلاً واحداً في حياتنا! إن نظامهم المُختل لا يحتسب سوى الأطفال القتلى بسبب الغارات الجوية، ماذا عن الأطفال الذي ماتوا جراء الكوليرا والمجاعات وسوء التغذية التي تسببنا بها؟”.