تغطية إخبارية، خبر

السلطات المصرية تشيد بحنكة سجّانيها بعد نجاحهم بقتل سارة حجازي دون إحراج الدولة كالمعتاد

نواهد مقاصل - خبيرة الحدود في شؤون الجريمة الكاملة

Loading...
صورة السلطات المصرية تشيد بحنكة سجّانيها بعد نجاحهم بقتل سارة حجازي دون إحراج الدولة كالمعتاد

أشادت السلطات المصرية بالخبرات العظيمة التي يمتلكها ضباطها ومحقّقوها وسجّانوها، عقب نجاحهم بقتل الناشطة سارة حجازي التي تقطن قارة أخرى بحرفية تامة، وإعفاء الدولة من إحراج تقارير المنظمات الحقوقية والتلميحات والتقريع من دول العالم الأول. 

وتوجه سيادة الرئيس الدكر عبد الفتاح نور عينينا السيسي بالشكر للجنود المجهولين في مصلحة السجون المصرية “اعتاد ضباطنا على المغالاة في البطش والتنكيل، حيث يموت المُعتقلُ بين أيديهم في غضون ساعات بأساليب بدائية، وكأنّنا مستعجلون على موته! لكنّ قصة سارة تُشير إلى تقدم ملموس؛ إذ طوّر كل من عمل على قضيتها أساليبه في التعذيب الجسدي والنفسي دون ضجة وعنتريات، ليبقى التعذيب محفوراً في أعماق السجين بعد إطلاق سراحه واعتقاد العالم أنّ قضيته طويت إلى الأبد، فيقضي سنوات وسنوات رازحاً تحت وطأته دون أن تمسه أيديهم، ويُقتل عن بعد دون أي دليل على ضلوعنا في موته”. 

وأكّد عبد الفتاح أنّ هذا الإنجاز لا يُحسب للعاملين في مصلحة السجون فقط “العملية تكاملية، ونحن ندرك دور جميع أجهزة الدولة بالنجاح في قتل سارة: الداخلية التي تتكفل بتعزيز الرعب في نفوس كل المواطنين حتى يفقدوا صوابهم، والسلطة الرابعة التي تكرس منابرها لخطاب يُعزّز دور المجتمع في الإجهاز عليهم نفسياً”.  

وأضاف “فرار سارة إلى الخارج سهّل علينا المهمة؛ نستطيع اتهام كندا بتردي نظام الرعاية الصحية والنفسية لديها، مما أفضى لانتحار مواطنة مصرية على أراضيها، مع أنّها لو بقيت في أحضاننا لعالجناها من مرض المثلية بشكل نهائي، خصوصاً أننا كنا قد باشرنا المراحل الأولى من العلاج، بترك السجينات يتحرشن بها حتى تعي حجم خطيئتها”. 

وأشار عبد الفتاح إلى أنّ هذه ليست التجربة المصرية الأولى في التعذيب عن بُعد “كل من خرج عن تعاليم الدولة، سواء كان معارضاً أو مثلياً أو إسلامياً أو مسلماً أو مسيحياً أو ملحداً أو كوميدياً، عُذّب في سجوننا الرسمية أو في دوائر الدولة، وغادرنا إلى المهجر، عليه أن يعلم أنّ تعذيبنا له لم ينته بعد، وسيظل يتابع أخبار البلد وعائلته المطاردين والمعذبين في السجون حتى يقتل نفسه دون أن يأسف عليه أو يلتفت إليه أحد”.   

شعورك تجاه المقال؟