تغطية إخبارية، خبر

حملة إنسانية في لبنان: عائلات ترحم العاملات الأجنبيات من قرف العيشة معها وترميهن في الشارع

رهام عَكمان - خبيرة الحدود لشؤون تحرير العبيد

Loading...
صورة حملة إنسانية في لبنان: عائلات ترحم العاملات الأجنبيات من قرف العيشة معها وترميهن في الشارع

بمبادرة ذاتية قوامها حس المسؤولية والتكاتف وشعور الإنسان بأخيه الإنسان، تحلّت مجموعة من العائلات اللبنانية بالرحمة والرأفة والأخلاق، وباشرت حملة عفوية لتخليص العاملات الأجنبيات من صعوبة العمل عندها والعيش تحت أوامرها ليلاً نهاراً، وأعفوهن من الكفالة ورموهن في الشوارع على أبواب سفاراتهن.

وقال السيد زياد فرفود (رب أسرة مشارك بالحملة) إنّ تخليص العاملات من الكفالة سيمنحهن حريتهن التامة باستشناق الهواء النقي ورؤية الشمس خارج ساعات تمشية كلب العائلة “سيتمتعن بسبعة أيام عطلة في الأسبوع عوض يوم واحد، كما سيتيح لهن افتراش الأرض النوم في مساحة واسعة بدلاً من المساحة الضيقة المخصصة لهن في منازلنا، فضلاً عن إمكانية العودة إلى بلادهن والتحدث مع أقاربهن طوال الوقت عوض الساعة الواحدة التي كانت مسموحة لهن في الأسبوع”.   

وأضاف “هناك أيضاً بعد وطني للحملة؛ إذ ستؤدي إلى إعفاء مواطن لبناني من دفع راتب العاملة أو مصاريف إعادتها إلى بلادها، ما يعني الحفاظ على احتياطي الدولة من العملة الصعبة، بل وزيادته؛ فالعاملات يملكن الآن الكثير من أوقات الفراغ، بإمكانهن قضاؤها في زيارة الأماكن السياحية وإنفاق ما تبقى لديهن من أموال”.

وأكّد زياد أنّ المبادرة مجرد جهد متواضع “ندرك أنّنا لن نصلح الكون بمبادرتنا؛ إذ ستتعرض العاملات للتحرش والعنف اللفظي والجسدي والمضايقات في الشارع، لكنّ هذا أفضل بكثير من التعنيف في المنازل – الذي دفع بعضهن إلى الانتحار – أو اشتراك أكثر من عائلة في عاملة واحدة حيث تعمل في عدة منازل بذات الأجرة. قد يضطررن للأكل من القمامة، لكنهن لن يشعرن بأي فرق بينها وبين زوائد الطعام الذي يتناولنه عندنا”. 

وأشار زياد إلى بعض اللفتات الخلاقة التي ابتدعها المشاركون في المبادرة “رمى بعضهم عاملته في الشارع دون حقيبة أو ملابس، ليخففوا عنها ويفتحوا لها المجال للحصول على مال إضافي من خلال التسول، ومن يدري؟ قد يتعثرن ببعض العاملين بالسوق السوداء ويتبرع لهن بالعملة الصعبة”.

من جانبها، أشادت السفارة الإثيوبية بهذه المبادرة التي تنهي سنوات نظام الكفالة الجائر الذي يُشبه العبودية “وقد دعمناها بدورنا من خلال تذكير العاملة بأنّها حرة مسؤولة عن ذاتها، فطالبناها بدفع ٧٠٠ دولار مقابل الحجر الصحي إن أرادت العودة إلى بلدها”.  

شعورك تجاه المقال؟