أبناء خاشقجي يجدون الرحمة في قلوبهم قبل أن تستخرجها السلطات السعودية بنفسها
٢٧ مايو، ٢٠٢٠

لينا مبطور – مسؤولة قسم التشريح في الحدود
أعلن أبناء الصحفي السعودي جمال خاشقجي عفوهم عن قتل والدهم وتقطيعه إرباً وإخفاء جثته، عقب نجاحهم في العثور على الرحمة في قلوبهم قبل لجوء السلطات السعودية إلى استخراجها من بين ضلوعهم والبحث عن الرحمة فيها بنفسها.
وقال جلالة سمو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إنّه سعيد بقدرة أبناء المرحوم على العفو عند المقدرة “فقلوبهم ما زالت قادرة على النبض داخل أجسادهم، وحناجرهم وأياديهم لا تزال في أماكنها، يستطيعون العفو بالكلام والكتابة. أشعر بالأسف على والدهم الذي لم تتح له هذه الفرصة فاضطر قاتلوه لاستخراج قلبه وأحشائه كاملة بحثاً عن الرحمة، ولكنهم لم يجدوها، وهو ما دفعهم لإذابته بالأسيد”.
وأكّد محمد أنّه لم يضغط على أبناء خاشقجي وتركهم يبحثون في أعماقهم لسنة ونصف “راهنت عليهم وكسبت الرهان، فأنا أعلم أنّ التعرّض لمأساة بهذا الحجم كفيل بأن يُخرج من الإنسان أفضل الخصال وأنبلها وأكثرها وداعة”.
وأضاف “أتمنى أن يكون عفوهم خارج من القلب حقاً؛ فأنا لا أحب المجاملات والكذب. عليهم إثبات حسن نواياهم بنسيان أنّ والدهم كان موجوداً من قبل وعدم نشر صوره على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم أو الترحم عليه كلما حانت الذكرى السنوية لوفاته؛ لأن هذا السلوك يشير إلى وجود بقايا حقد دفين، قد نضطر للتفتيش عن أصوله”.
في سياق مُتصل، استنكر محمد رفض خطيبة الصحفي الراحل خديجة جنكيز العفو “لم أنتقدها في البداية؛ لأن فقدان شخص عزيز قد يتسبب في القسوة وتحجّر القلب، لكن عليها إدراك أنّ فترة الحداد انتهت، وأنّ وجودها في تركيا حيث تعمى القلوب والعقول بالحقد والكراهية لن تثنينا عن استخراج الرحمة من قلبها”.
وأشار محمد إلى أنّ الخطوة التي أقدم عليها أبناء المرحوم اليوم تصب في مصلحة المملكة في المستقبل “ونحن بدورنا بادرنا بالعفو عن القتلة وننوي الاستفادة من خبراتهم في استخراج الرحمة من ذوي القلوب القاسية”.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.