الحلاقون يعتمدون نظاماً جديداً للتسعيرة بناءً على وزن الشعر
١٩ مايو، ٢٠٢٠
رانية ضحموش – خبيرة الحدود لشؤون قطاع التجميل
في ظل عودة الصالونات إلى عملها واقتراب العيد ومغادرة الرجال منازلهم بعد الحجر الصحي وجميعهم يشبهون رجل الغاب، أعلنت نقابة الحلاقين اعتمادها نظاماً جديداً للتسعيرة اعتباراً من الأسبوع المقبل، بحيث يدفع الزبون مقابل وزن شعره المحلوق.
وقال نقيب الحلاقين، المعلم الكوافير عوض شنائف، المعروف بالمعلم عوض، إن الانتهاء من الحجر فرصة مناسبة لتغيير النظام السابق “ليس بسبب كمية شعر الزبائن، بل لأنه من غير اللائق أن يحدد كل حلاقٍ تسعيرته، ما يدفع الزبائن عادةً للبحث عن صالون آخر يقدم خدمات جيدة بسعر مناسب، وكأن الأمور سائبة على حل شعرها”.
وأضاف “لقد سئمنا جميعاً من تكرار هذه التجربة مع كل موجة غلاء. لكن هذه المرة الأمور ستختلف؛ لأن الوقت الراهن لا يحتمل المساومة، وسيخجل الحلاق من رفع التسعيرة على الزبون عندما يرى أنه هو الآخر تضرر نتيجة التعطل عن العمل، والزبون سيخجل من مجادلة الحلاق والاعتراض على غلاء التسعيرة في هذا الظرف الاقتصادي، خصوصاً بعد أن قدّر قيمة عمله أثناء الحجر، حين طال سالفاه وانسدل شعره على عينيه وأذنيه وحياته، واضطر إلى تسليم رقبته لزوجته أو ابنه ليفعلا العجائب بمظهره”.
وأبدى المعلم عوض تعجبه لعدم العمل بنظام مشابه من قبل، مع أن كل رأس يختلف عن الآخر “فهناك الذي يأتيك بشعره الأشعث الكثيف كالصوف، الذي يحتاج إلى الجزّ والتشذيب والتقليم قبل البدء بحلاقته، بينما يأتي آخرون بشعر أقل فأقل في كل زيارة نتيجة تفاقم الصلع الوراثي عندهم. يجب على التسعيرة أن تأخذ بعين الاعتبار الضغط الذي يضعه الزبون على عاتق الحلاق والصالون والموارد التي يستهلكها، كالوقت الذي يستغرقه على الكرسي، ومدى تأثير شعره في الانتقاص من حدة أمواس الحلاقة أو تقصير عمر بطارية الماكينة، وكمية المياه التي تُهدر لغسل شعره، والجهد المبذول في كنس الأرض من بعده، وهذه الخسائر تعتمد على طول الشعر وسمكه وخشونته وتراصّه وجميع هذه العوامل تتناسب طردياً مع وزن الشعر”.
وأشاد المعلم عوض بدور عدد من الحلاقين في اقتراح حلول للتسعيرة قبل الاتفاق على النظام الجديد، حيث طرح بعضهم فكرة تسعير عدد ضربات المقص، لكنها لم تطبق لأنه من الصعب إقناع الزبون بأن يدفع ثمن الضربات الهوائية للمقص دون ملامسة شعره، مع أنها فعلاً ضرورية جداً في تليين أصابع الحلاق وإحماء المقص وتحضيره لقطع الشعر بالزاوية والقوة المناسبتين.
وتوقع المعلم عوض أن يرفع هذا التغيير عدد زيارات الناس إلى الصالونات “الناس يفضلون إنفاق مبالغ بسيطة بشكل متكرر بدلاً من مبلغ كبير دفعة واحدة، وسيجدولون مواعيد الحلاقة ويتعاملون معها كأقساط البيت و السيارة، حتى لا يتراكم الشعر على رؤوسهم. كما أن الميزان الحساس المستخدم في الصالونات سيدفع الزبائن لإعادة التفكير في الوزن الفعلي لشعورهم والمبادرة بتنظيفها من الزيوت والرواسب ليوفروا في الفاتورة.”