اليمين الشعبوي ينجح بقيادة الدول التي يحكمها لصدارة العالم بالإصابات النشطة لفيروس كورونا
١٤ مايو، ٢٠٢٠
صالح بُنصر – خبير الحدود لشؤون الدول التي أصبحت أولاً بفضل اليمين الشعبوي بعدما عاشت الذل على يد الأحزاب الديمقراطية البائدة
اكتسحت ثماني دول يحكمها اليمين الشعبوي قائمة البلدان العشرة الأكثر تسجيلاً لحالات نشطة بفيروس كورونا: أميركا ترامب، وبريطانيا جونسون غير الأوروبية، وروسيا بوتين، وإيطاليا كونتي، والهند القومية الهندوسية الموديّة، والخلافة التركية العلمانية، وبرازيل بولسونارو، والبيرو التي حلّ رئيسها فيزكارا مجلس النواب المعارض وأراح رأسه من الديمقراطية من الأساس. أما الدول المارقة مثل إسبانيا وفرنسا، فقد وجدت ضمن القائمة لمجرّد دخول الفيروس إليها قبل فترة أطول بكثير من بقية الدول.
ورغم أنّ الفيروس ليس سوى إنفلونزا يمكن علاجها بجرعة يانسون أو التعرض لقليل من الضوء، إلا أنّه خدع العالم بأسره وفرض نفسه على الاقتصاد ونشرات الأخبار والتقارير وبيانات المنظمات العالمية، الأمر الذي دفع الحكومات القوية لمجابهته وإثبات قدرتها حتى في مثل هذه الحالات على جعل بلدانها بالفعل أولاً، ومتصدّرة للمشهد ومحط أنظار العالم المتخلّف بأسره، بدلاً من الاختباء في المنازل وانتظار لقاح كالأطفال.
ووفقا لخبراء، فإن ما يمر به العالم اليوم يبرز ضرورة وصول مزيد من الأحزاب اليمينية لسدة الحكم، لأنّ القيادات القوية وحدها التي ستنجو من كارثة الحجر الصحي والإغلاق وتراجع الطلب وتوقف النشاطات التجارية والصناعية، مؤكدين أن العالم سيرى غداً كيف ستنفض الدول التي قدّمت مصلحة الأمّة على مصلحة الفرد، وضحّت بما يلزم من بشر مقابل استمرار عجلة الإنتاج، كيف ستنفض عنها غبار الأزمة وينعم ما تبقى من شعبها بحياة كريمة، بينما تنظر إليها شعوب الدول الديمقراطية بعين الغيرة والحسد وهي تعاني الجوع والفقر والحسرة لعدم انتخاباها التيارات اليمينية عندما لاحت لها الفرصة لذلك.
في سياق متصل، أفادت كافة التقارير التي أتيح للحدود الاطلاع عليها بأنه يا عيني، يا سلام، هكذا تكون القيادات وإما فلا. إما أن تمسك زمام الأمور وتقود قطيعاً يثق بك ولا ينتظر معرفة إلى أين يساق، وإما أن تجلس معه وتعزف له الناي بانتظار أن يلتهمكم الذئب جميعاً، وهذا مصير الفئة الثانية التي تتصيّد بالماء العكر وتقرِّع اليمين على ارتفاع المنحنى في مناطق نفوذه وعدم سعيه لتسطيحه، متناسية أنّه ما طار طيرٌ وارتفع إلا كما طار وقع.