فتاة تقاضي والديها لأنهما أنجباها في المنطقة العربية
٠٣ أكتوبر، ٢٠١٥
تبدأ اليوم أولى جلسات النظر في قضية رفعتها المواطنة كَـ.آَ.بَ. ضد والديها، متّهمةً إياهما بإنجابها دون استشارتها، وفي المنطقة العربية فوق ذلك، الأمر الذي تسبب بأذىً نفسي وروحي بلغ حد إصابتها بتشوهات خطيرة في الوعي، وهو ما دفعها لاستئصال إنسانيتها في عمر الثانية عشرة.
واعتبرت كَـ.آَ.بَ. أنّ فعلة والديها كانت بلا وعي ولا ضمير، إذ أنجبا إنسانة بريئة مثلها في منطقة مثل هذه، على الرغم من توافر الواقيات الذكرية والمناديل الورقية الناعمة المزدوجة. وتسرد المواطنة مجموعة من المبررات التي تدفع المرء لرفض الوجود، “كخصخصة الكرامة واحتكار حقوق الإنسان، والنظرة الدونية للمراة أكثر من الرجل، وانعدام فرص العمل وتكاثر فرص التحرش، وتدني راتبها بالمقارنة مع رجل طاولة مديرها، وتعرّضها كطفلة لرؤية محمد حسنين هيكل، بالإضافة إلى بقية المشاكل العادية التي يعاني منها الجميع كانحسار مفهوم الحياة، وتهتّك المجتمعات، وانهيار الدول أو اختفاءها.
وصرّح محامي الادّعاء من مقرّه الدائم في كفتيريا محكمة العدل العليا أنه واثق من فوز موكّلته ونزاهة القضاء النزيه، حيث أن الجريمة التي ارتكبها الوالدان ترتقي إلى حجز الحرّيات والخطف والإرهاب، وأضاف متسائلاً: “ماذا لو قام الوالدان بجلب طفل بريطاني بريء من موطنه إلى المنطقة، ألا تعدّ تلك جريمة ضد الانسانية؟”.
وقال المتّهمان (الأب والأم) في تصريحهما للحدود أن كَـ.آَ.بَ. ثابَرَت يوميّاً ومنذ تشكّل وعيها على طرح الأسئلة الوجودية التي لا ترغب مجتمعاتنا في التفكير فيها، مثل “لماذا أنجبتماني؟” و”لماذا أنجبتماني هنا؟” و”هل هذه هي الحياة أم أنها الآخرة وأنا حالياً في الجحيم؟”. ورغم تفهّم الوالدين كون ابنتهما الجميلة جداً لم تجد الوجود جميلاً، إلّا أنّهما لم يتوقعا أن تتطور الأمور إلى هذه الدرجة.
وعبّرت الأم عن حسرتها وندمها على العمر الذي أنفقته في تنشئة عورةٍ كهذه، وأضافت: هذا ما جاءنا من الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، من الآن فصاعداً ستعيش بين حبال الغسيل وأكوام الجلي المتراكمة حيث تنتمي.
ويتّجه عدد كبير من الأهالي لوقف إنجاب مزيد من المواطنين، بانتظار قرار المحكمة الذي سيكون فيصلاً في مستقبل قضايا مماثلة، إذ يُعدّ آلاف من أبناء الأمّة العربية لرفع دعاوى مماثلة ضدّ ذويهم حال كسب كَـ.آَ.بَ. القضية.