بعد متابعته عن قرب خلال العطلة: الشك يتسلَّل إلى قلب أم حموده بأنّ ابنها ليس عبقرياً
رئيفة معاطف - مراسلة الحدود لشؤون الحب الأعمى
٠٦ مايو، ٢٠٢٠
لعب الفأر في عبِّ السيدة تماضر محاسيس (أم حمّوده) بوجود احتمال ضئيل للغاية ألّا يكون ابنها حبيب قلبها عبقرياً كما كانت تعتقد وتروِّج بين أفراد العائلة الصغيرة والمُمتدة والأصدقاء والجيران والمعارف وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، منذ أنجبته ولاحظت تفرُّد صوته عن صوت الأطفال الآخرين حين ضربه الطبيب على مؤخرته.
وكانت تماضر قد لاحظت خلال العطلة، نوم حمودة من ١٠ إلى ١٢ ساعة خلال النهار “كما أنّه يشرد حين أنادي عليه أو أسئله سؤالاً وكأنّه لا يفهم ما أقول. وازدادت شكوكي حين درَّسته امتحان الرياضيات أكثر من مرّة ولجأت لحبات البرتقال والتفاح وجبنة المثلثات لأُقرِّب له المعلومة ويفهم آلية الطرح والجمع في منهاج الصف الرابع، لكنّه اكتفى بأكلها ونسي المعلومات. هل يعقل أنّ معلمي الرياضيات واللغة العربية والإنجليزية والتايكوندو والسباحة وجارتنا سهاد كانوا على حق وأنّ معدل ذكائه لا يختلف عن معدل ذكاء أي طفل آخر في عمره؟ لا لا، فالولد عبقري بالفطرة؛ ينجح بالعدِّ إلى المئة واثنين وخمسين ويغسل يديه عند استخدام الحمّام. لاحظوا علامات النباهة واللمعة الحذِقة في عينيه التي تظهر بالصور، حتّى أنّه يحفظ أغاني أفلام الكرتون كلها ويُقلّد الشخصيات وأصوات الحيوانات”.
وأكّدت تماضر أنّها حاولت دعم مَلكات ابنها الإبداعية بدلاً من التشكيك بقدراته “يميل حمودة إلى الفن التشكيلي أكثر من ميله للرياضيات؛ فقد رأيته يضع ورقة على عملة معدنية ثم يمرّر القلم فوقها ليظهر شكل العملة، لقد كرر هذه العملية حتى صار لديه لوحة رائعة تُذكّر بلوحات الفنان العبقري آندي وارهول الذي يرتب صور عُلب الحساء في لوحاته، وحين سألته عن الهدف من لوحته، أخبرني أنه سيقصها ويذهب بها إلى البقال لشراء الشوكولاته والشيبس بعد انتهاء الحجر”.
وأضافت “أنا متأكدة أنّ الولد عبقري؛ فبذور العبقرية مزوعة فيه، لكنها بحاجة للسقاية، لذلك سوف أُسجله بدورات لغة إنجليزية وفرنسية وإسبانية وصينية وتركية، ودورة عود وبيانو وقانون، وباليه، ودورة تصميم ثلاثي الأبعاد وكتابة إبداعية وبرمجة ألعاب إلكترونية، سيبدع بها، لأنّه يحمل هاتفي طوال الوقت ويلعب فيه”.