تغطية إخبارية، خبر

قليلُ أصل يتخلَّى عن قريبه الذي سرق معه على الحلوة والمرَّة

غياث شربطون - مراسل الحدود لشؤون الخلّ الوفي

Loading...
صورة قليلُ أصل يتخلَّى عن قريبه الذي سرق معه على الحلوة والمرَّة

أثبت سيادة الرئيس بشار الأسد أنه قليل الأصل فعلاً، ليس لقمعِه الشعب واستقدامه الأغراب ليعينوه على إذلاله وقتله من أجل أن يبقى حضرة جنابه رئيساً، بل لانقلابه على أقرب المُقرَّبين، ابن خاله رامي مخلوف، الذي وقف معه وآزره أيام الدعة والرخاء وأيام الشدة، وسرق معه على الحلوة والمرَّة، لأجل حفنة من مليارات الليرات السورية.

ووفقاً لمصادر مقرَّبة، فإن رامي يشعر حالياً بصدمة وحزن شديدين جرَّاء غدر بشار الذي حليت بعينه نقود وأملاك واستثمارات ابن خاله في سيرياتيل، وشركة جلف ساندز البريطانية للنفط، وشام القابضة، وشام كابيتال، وشركة الخطوط الجوية لؤلؤ، (هل تظن أنك قاربت على الانتهاء من قائمة استثماراته؟) والبنك الإسلامي الدولي، وبنك بيبلوس، وبنك البركة، وبنك قطر الدولي، وبنك الشام الإسلامي، وبنك الأردن في سوريا (للأسف، القائمة طويلة جداً) وشركة العقيلة للتأمين التكافلي، والشركة الإسلامية للخدمات المالية، والأسواق الحرة في مطاري حلب ودمشق (لم تبلغ نصفهم بعد) ومينائي اللاذقية وطرطوس وحدود باب الهوى والجديدة ودرعا، (بصراحة، بدأت أشعر بالملل) وراماك الإنشائية، وشركات البتراء والفجر وصروح والحدائق وبنيان الشام وآر إي سي الدولية للعقارات، وشركة فاتكس لتجارة وتصنيع الأدوية (سأغادر هذه الفقرة، يمكنك إكمالها لوحدك)، وشركة أما – نور لتصنيع الألبسة، وراديو وتلفزيون نينار، وفضائية الدنيا، وشركة بروميديا، والشركة الدولية الزراعية، ومدرسة الشويفات، وشركة إل تيل الشرق الأوسط،  وشركة بروتيل الموزعة لسيرياتل، ووكالة مرسيدس، وشركة المدائن السياحية (اشتقت لي؟ وأنا أيضاً، لم يبق سوى بضع شركات) وشركة بروميديا الإعلانية، وشركة لاما لتصنيع الأثاث المكتبي والمنزلي، (شارفنا على الانتهاء) وشركة آي تيك للمعلوماتية وجريدة الوطن و ٨٠٪ من أسطول جزيرة أرواد السورية لصيد الأسماك (إنني متأكد من نسياني بعض الاستثمارات الداخلية، وهناك استثمارات وأملاك خارجية أيضاً، ولكن هذه المجموعة أكثر من كافية)، نعم، يشعر رامي بالحزن لأن ابن خالته بشار ترك كل ثروات البلد ومصادر الاستثمار فيه، ليزاحمه على بضعة الاستثمارات هذه.

وأكدت المصادر أن رامي لم يتوقف عن التساؤل حول الأسباب التي أوصلت بشار لوضع يده على ماله دون غيره، هل قصَّر معه بشيء؟ هل تنقصه النقود؟ هل كان يحتكر عوائد الاستثمارات كلها لنفسه دون أن يمنحه نصيبه وهو الذي يسَّر له امتلاكها؟ بالطبع لا، إذن، هل يودُّ ملء خزينة الدولة؟ أتطالبُه روسيا بتكاليف دخولها الحرب؟ بإمكانه أخذ كل ما يحتاجه من بقية التجار وأصحاب رؤوس الأموال في البلد، أو منح حقوق استخراج وبيع الغاز، ولكن لا يعقل أن تصل به الوضاعة لترك الجميع والتسلُّط عليه؛ فالأصول تقتضي أن يأخذ المرء من الغريب ليعطي أقاربه، وليس العكس.

وأوضحت المصادر أن رامي يتمنى لو يفكر بشار إن كان تصرُّفه يرضي المرحومة أمَّه، أو يآخذ نفسه لانقلابه على نهج أبيه الذي دعم والد رامي وفتح له أبواب الرزق والاستثمار من أوسعها، وإن كان مصرَّاً على تجاهلهما، فليتذكر أن الله أوصى بصلة الرحم وأن “الأقربون أولى بالمعروف”، وأنه لن يتمكن من الحديث إلى خاله بعد كل ما فعله مع ابنه.

وأشارت المصادر إلى أن رامي مرَّ بنوبة غضب رفس على إثرها الطاولة التي أمامه، واتهم بشار بقلة الأصل منذ زمن بعيد، حين انتقل إلى بريطانيا دون يكترث لأهله وعائلته، مشدداً على أنه لم يكن ليحلم بأخذ قرش واحد منه لولا والده الرئيس الذي أحضره ولمَّعه وبروزه وجعله رئيساً، لأن أخاه المحترم ابن الأصول ماهر كان ليصبح الرئيس الذي لا يمكن أن يبدي تصرفات مماثلة.

من جانبه، أكد بشار أن ما فعله أكبر من رامي ويراعي المصالح العليا “لست رئيساً عليه فحسب؛ بل رئيس لدولة كاملة، هناك نظام كامل يعتمد علي. كان بودي الاستمرار بغض الطرف عنه، إلا أنه بلغ من استهتاره واستعراض أولاده لسياراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي حدَّاً لا يمكن التغاضي عنه، واستمراره بتصرفاته من شأنه فتح عيون الناس علينا مجدداً بعد أن بذلت جهدا كبيراً لإغلاقها، أو قلعها”.

وأشار بشار إلى أنه لم يتوقع أن تبلغ برامي الحماقة إلى درجة الظهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتوسل إليه بهذه الطريقة المُذلة “فمُصادرة أملاكه لا تعني تركه فقيراً معدماً؛ لأن الأمريكيين والأوروبيين سيعرفون أنه لم يستخدم أمواله لدعمي، ويفرجون عن أمواله التي أودعها في بنوكهم واحتجزوها لهذا السبب، وهو ما لم يعد أمراً مضموناً الآن بعدما فضح حجم دعمه لي واستعداده للعمل خادماً عندي مقابل رضاي عنه”.

وأضاف “آمل منه التعقُّل ونسيان هذه النقود، لأن استمراره بالحديث عنها وإرسال الرسائل لأجلها قد يدفعنا لنفيه كما حدث مع رفعت الأسد، هذا إن لم يفقد عقله قبلها ويهيم على وجهه ويختفي إلى الأبد، أو يعتليه الهمُّ والكدر، فينتحر ببضع رصاصات في رأسه”.

شعورك تجاه المقال؟