السعودية تترك ناشطاً يموت في السجن دون رعاية طبية كي تخفِّف من عدد الإعدامات
٢٧ أبريل، ٢٠٢٠
سامر فلحص – مراسل الحدود لقضايا الانفتاحو-فاشية
ضمن رؤية عام ٢٠٣٠ الهادفة لإخراج المملكة العربية السعودية من العصر الحجري القديم وإدخالها في العصر الحجري الحديث، قرَّرت السلطات اتبّاع منهجية الإهمال الطبي وترك الناشط عبد الله الحامد يموت بالجلطة الدماغية بهدف التقليل من حالات الإعدام وتحسين صورة المملكة أمام الأمم.
وأفادت هيئة حقوق الإنسان في السعودية – نعم، هيئة حقوق وفي السعودية – أفادت بأنّ هذه الخطة ليست وليدة اللحظة “بل دخلت حيِّز التنفيذ منذ اعتقال الحامد عام ٢٠١٣ وعدم إعدامه في الساحة العامة رغم إدانته بتأسيس جماعة حقوقية لا ترعاها الدولة. حينئذٍ حُكم عليه بالسجن ١١ عاماً، وتُرِك قلبه يعتصر شيئاً فشيئاً حتى أصيب بنوبة قلبية ولم يحظَ بعملية جراحية، وذلك تمهيداً لتعرُّضه لنوبة أخرى أو جلطة دماغية كما حدث، ليموت بقضاء الله وقدره وحده قبل انقضاء محكوميته بفترة قصيرة”.
وأضافت الهيئة “إنّ نجاح التجربة سيدفع السلطات لتعميمها على سائر سجون الدولة، لكنّنا نعوِّل على وعي المساجين ومبادرتهم بالتعرض لنوبات قلبية وجلطات دماغية، ليساهموا في بناء الصورة الحضارية المشرقة لبلادهم، وإلا، سنكون مجبرين على ضربهم وتعذيبهم ثم تركهم دون رعاية طبية ليموتوا وحدهم”.
وأكّد البيان أنّ المملكة عازمة على المضي بالقرار رغم تكلفته الباهظة “لا يهم السلطات أن تتحمل خزينة الدولة مبالغ كبيرة لقاء إيواء المساجين وإطعامهم وإشرابهم وإدخالهم الشكلي في بعض الأحيان للمراكز الصحية، طالما أن الهدف سامٍ وإنسانيٌ وحقوقي”.
ومن شأن استراتيجية السعودية الجديدة أن تُعزّز إيمان الشعب السعودي بقضاء الله وقدره، ما يوصلها إلى القرن السادس عشر حيث يُنفَّذ القصاص بمبارزة، وبناء على وفاة المتهم أو نجاته، تكون الآلهة قد قررت إن كان بريئاً أم مذنباً.