لايف ستايل، تقرير

خمس تجارب كانت سيئة في الماضي قبل أن تمر بالحجر وتكتشف مدى جمالها

فضل أبو تعس - خبير الحدود لتقلُّب الأحوال 

Loading...
صورة خمس تجارب كانت سيئة في الماضي قبل أن تمر بالحجر وتكتشف مدى جمالها

عقب أسابيع من بقائك عالقاً في بيتك، من الطبيعي أن تشعر بالإحباط مهما كنت إيجابياً؛ فهي مسألة وقت قبل أن تفقد صوابك وتسأم من النظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس وتباشر بشربه ليصيبك الوسواس وتتذكر أنه مستنقع خفي للميكروبات والفيروسات الفتَّاكة. 

قد تكون بحثت في الإنترنت عن حلول ليأسك هذا، ونحن هنا لنوفر عليك قراءة مزيد من المحتوى الرخيص الداعي إلى التفاؤل والسعادة. نأتي لك بهذا المقال العملي الذي لا يدلّك على أشياء جميلة، بل على تجارب لم تعتقد أن بإمكانك التوق لها، إلا أنها أصبحت في غاية الجمال بعد ما انقلبت حياتك إلى ما هي عليه.

أولاً: زيارة لبيت عمتك مديحة

عمتك مديحة الشرهة ذات اللسان السليط، كنت تعدُّ الثواني حتى تنتهي زيارتك لها، متمنياً أن تنشق الأرض وتبتلعك حتى تتفادى الإجابة على أسئلتها الخبيثة وتعليقاتها اللاذعة، وهي بدورها كانت تستغل جميع الفرص لتوريطك بمهام ليست من اختصاصك، بدءاً من مساعدتها باستخراج خاتمها العالق في البالوعة، وإرسالك إلى الدكان في كل مرة تتذكر فيها أحد مكونات الكعك التي لم تتذكر شراءها من قبل، وليس انتهاءً بإلزامك بمرافقتها إلى موعد مراجعتها مع خبيرة التغذية. لكنك الآن لا تتذكر من عمتك مديحة سوى حديقة بيتها المشمسة الواسعة وكعكاتها المنزلية اللذيذة وتعبأتها للوقود في سيارتك عند أخذك لها بتلك الرحلات، يا حبيبتي يا عمتي مديحة. 

ثانياً: أخذ سيارتك إلى الميكانيكي 

ذاك الشخص الثرثار الذي كثيراً ما أفقدك السيطرة على أعصابك وجعلك تتمنى التخلص من سيارتك والعودة إلى أيام كنت تحاول خلالها إيجاد سائق أجرة يقبل بك رغم ثقل ظلِّ مشوارك. لطالما تكبدت عناء انتظاره، وتركته ساعتين أو ثلاث كلما طلب منك وعدت إلى محله لتكتشف أنه لم يحرِّك ساكناً بعد. الآن ترى كم هي ممتعة تلك الرحلات الطويلة إلى المدينة الصناعية وشباك سيارتك مفتوحٌ والهواء يلعب بشعرك، وأنت في مغادرة من العمل مستريح من زملائك السمجين وترى بدلاً منهم الميكانيكي البشوش الذي يسلِّيك بالقصص والأخبار.

ثالثاً: تقديم معاملة لدائرة حكومية  

كنت تتوجه متثاقلاً إلى الدوائر الحكومية من مطلع الفجر حتى تُحصِّل دوراً، وكم كان جميلاً استنشاقك لنسيم الصباح العليل بينما تقف خارج الدائرة قبل موعد افتتاحها الرسمي. أنت وغيرك الكثير من المواطنين الذين كنت تتدافع معهم على الباب دون قلق من انتشار أي عدوى. لم يكن يعجبك تسلسل الإجراءات: تبدأ من شباك ١، ثم ٤، ثم ٧، ثم ١٢ ثم المحاسبة ثم ١٢ مجدداً لتبرز الوصل ثم شباك ٥ لتستلم طلبك من جديد وتجمع التواقيع من الغرفة الثالثة على اليمين في الطابق الثاني ثم الغرفة الرابعة على اليسار في الطابق الخامس، غير مدرك أن هذا هو التمرين الوحيد الذي تمارسه في حياتك. 

رابعاً: كسر قدمك

قد يكون كسرك لقدمك الصيف الماضي قد عطَّلك عن السباحة في البركة، ولكنك لم تستغل قدرتك على استخدام العكازتين لتذهب إلى أي مكان آخر تريده. ندبت حظك ووضعت اللوم على أعين الحاسدين، وليس على غبائك الذي دفعك لمعرفة إذا كنت تستطيع القفز عن ٧ درجات مرة واحدة، وشعرت بالضعف وقلة الحيلة والانزعاج وأنت ملقىً على الأريكة. كم كنت وقتها محط اهتمام ورعاية لأفراد عائلتك وأصدقائك الذين كانوا يزورونك يومياً ويحضرون معهم الأطعمة اللذيذة والهدايا للترفيه عنك وتسليتك، ويتركون لك رسومات وكتابات تذكارية على الجبيرة. 

شعورك تجاه المقال؟