دليلك من الحدود: هل هنالك مكانٌ لك في حافلات الهجرة؟
مهاجر عبد النور - دليل الحدود السياحي
٢١ سبتمبر، ٢٠١٥
إذا لم تكن سورياً، وإن كنت تبحث حقّاً عن إجابة فيما يتعلق بتوفّر فرصة للهجرة، فالإجابة هي لا، لا باردة كاملة مطلقة وحقيقية جداً، لقد فاتك قطار الهجرة.
ما العمل؟
الندم يا عزيزي ثم الندم، ومع أن الندم لا يفيد بشيء، إلّا أن هذا هو وقت الندم على كل طلبات الهجرة التي لم تقدّمها، هذا وقت الندم على طوابير السفارات التي فاتتك، الندم على أنك لست لاجئاً سورياً، هذا هو وقت التأمل في معنى حياتك، هذا هو وقت التساؤلات الوجودية الكبرى، إلى متى؟ وإلى أين؟ وما هذا؟ من أنا؟
حسناً، هذا وقت التفكير بشراء خُم أو بسطة أو حبل، لأنك هنا، ولم يعد من مكانٍ في العالم يستوعب منظرك، حيث صدّر الأسد شعبه في قوارب مطاطية، وأرسلهم ليملؤوا حافلات المهاجرين في العالم، ووفّر للأجانب خدمة التوصيل المجاني، فأرسل مواطنيه لا لأبواب السفارات، بل زحفاً زحفاً إلى برلين.
ما العمل فعلاً؟
لا شيء، فالقناعة كنز لا يفنى، يمكنك البقاء طوال أيامك الحزينة في بلدك الأصلي تكافح صراصير الفقر وكلاب الحراسة. لقد بقيت هنا لسبب مقنع، فمن الممكن أن تكون قد تاجرت بالسلاح في حياتك السابقة وهذا هو عقابك، من الممكن، ببساطة، أن والديك لم يفكرا مليّاً قبل إنجابك في سلة نفايات العالم المعروفة باسم الشرق الأوسط، لا نعلم. لكن ليس هناك شيء تفعله، لقد علقت وانتهى الأمر. بإمكانك البدء بتعاطي المخدرات، أو محاولة تزوير جواز سفر سوري لاستخدامه في تحصيل هجرة، بإمكانك الموت سريرياً في مستشفىً حكومي، لا يهم.
إلى متى؟
إلى الأبد، إلى أن تتيسر ولن تتيسر، إلى أن يفقس الملح، وينبت الشعر على لسانك ووجدانك، إلى أن يصعد الحمار على المئذنة المجاورة لبيتك حيث يخطب حمارٌ آخر عن النصارى أو الروافض، إلى أن تشرق شمس الغد والمستقبل من الغرب، إلى أن تنتهي الحرب في سوريا، ولن تنتهي.
إلى أين؟
إلى كل الأماكن عدا دول العالم الأول، أو إلى جوار ربك ذو الجلال والإحسان.