والد طبيب يجبر ابنه على البقاء في المنزل ليصحِّح خطأه عندما أجبره على دراسة تخصص خطير
٠٨ أبريل، ٢٠٢٠
أصدر الأب الستيني الحاج عبد الحفيظ عبد المنَّان فرماناً جديداً يجبر بموجبه ابنه الطبيب على البقاء في المنزل وعدم الذهاب للمستشفى وتعريض نفسه للخطر، مؤكداً أنه لو علم أن ابنه سيكون على جبهات مكافحة وباء كورونا لما أثناه عن رغبته بالالتحاق في أكاديمية السباحة الإيقاعية وأجبره على دخول كلية الطب، بل كان سيلزمه بدراسة تخصص آخر.
وأكد عبد الحفيظ أن قراره الذي لا رجعة فيه يصب حتماً في مصلحة ابنه “هو ولد ذكي كفاية ليعرف ذلك، بدليل حصوله على شهادة الطب وقدرته على استخدام مصطلحات طبية أمام المرضى والناس الذين لا يفهمونها مثله، ما يخوله للعمل في أي مجال آخر مثل الهندسة أو البرمجة بدون دراسة لسنوات في الجامعة”.
وقال عبد الحفيظ إن إجبار ابنه على الانخراط في مجال الطب كان لمصلحته “أردت أن يناديه العامة وبواب البناية بلقب دكتور: جاء الدكتور حمادة، وذهب الدكتور حمادة. كما أردت التأكيد على موقعي فوق رأس الهرم المنزلي. الولد كان يدرس بالإجبار، يستحم بالإجبار، يأكل الطعام الذي يكرهه بالإجبار، زوَّجتُه بالإجبار، وكان يجب الاستمرار على هذا النهج ومستقبله على المحك، لينعم بالنمطية والروتين ويعتاد على مكانته ومكانة رأيه في المنزل والمجتمع، ويكرر ذات النهج لاحقاً في بيته مع زوجته وأولاده”.
وأضاف عبد الحفيظ “كنت أتمنى أن أرى مندوبي المبيعات في شركات الأدوية يتهافتون على رشوته، وأن يعالج رجال المخابرات حتى أحصل على واسطة أتسلط بها على جارنا أبو جهاد، حتّى أننا اشترينا له سيارة فخمة ليتباهى بها، قبل أن تفسد علينا وسائل الإعلام بهجتنا وتصدمنا بأنه أمام فوهة المدفع ومعرّض لخطر الإصابة بالفيروس لأجل التصدي لجائحة لم يكن حتى سبباً بانتشارها”.
واستغرب عبد الحفيظ انغماس ابنه في العمل ومحاولاته المستمرة الهروب من المنزل “فوجئت وهو يخبرني بابتسامة بلهاء عن كل التضحيات التي يقدمونها؛ مناوبات تمتد حتى ١٢ ساعة، مراكز عناية حثيثة تحوي عشرات المرضى الذين يسعلون في الممرات، إنهاك وتعب وتعقيم وقلة تغذية وتعريض حياتهم للخطر يومياً، شأنه شأن الممرضين والممرضات وعمَّال النظافة”.