فتاة تُدرك أنّ زميلها السَمِج ليس سَمِجاً أبداً بعد تجربة الجلوس مع أخيها طوال النهار
٠٨ أبريل، ٢٠٢٠
عُروب طوارط – مراسلة الحدود لشؤون السماجة
بعد سنوات من التذمُّر والانزعاج من زميلها رائد والدعاء بانتقاله إلى قسم أفضل أو أسوأ أو فصله من العمل، لسماجته ونكاته البائخة وضحكته المستفزة وأجواء التفاهة التي يضفيها وجوده على المكتب، أدركت الفتاة لُمى سِنجوق أنّه ليس سَمجاً أو مُزعجاً البتَّة، بل ملاك يسير على الأرض، وذلك لخوضها تجربة البقاء مع أخيها وسيم سِنجوق في المنزل لمدة أسبوعين.
وقالت لُمى إنّها لطالما عزَّت نفسها بكونها تتقاضى راتباً نهاية كُل شهر لقاء تحمّل ثِقل دم رائد “فضلاً عن أنّ بياخته تنقطع بانتهاء الدوام وفي أيام العُطل وإجازاته أو إجازاتي المرضية. أمّا وسيم الزفت، فلا يخرس ولا يُعطل ولا توجد أي وسيلة للسيطرة على سيل الزناخة المتدفق منه؛ حيث يبقى أمام وجهي حتّى حين يمرض، فأضطر لقضاء مزيد من الوقت بجانبه لأعتني به، ولا أنجح بالتخلّص منه سوى في ساعات النوم أو حين يتحدّث مع حبيبته البلهاء المخدوعة بما يتصنعه من لباقة ورصانة، أو حين ينشغل بإعداد فنجان قهوة أو شطيرة أو تسخين كُل الأطعمة البائتة في الثلاجة والتهامها، مع أني أضطر للتنظيف وراءه فيما بعد”.
وأوضحت لُمى أنَّ أقصى ما يمكن لرائد فعله هو الوقوف خلف لابتوبها والتلصّص على ما تفعله بحجة فتح حديث “ولا يستغل الفرصة حين أذهب إلى الحمام ليحتل اللابتوب ويبدأ بمشاهدة فيلم أو يلعب دوتا؛ فهناك ضوابط وقسم إتش آر يمنعانه من تفتيش حقيبتي والصراخ فوق رأسي والمزاح معي باليد وشد شعري والدوس على قدمي وتهشيم عظامي لأنّ دمه خفيف ها ها ها 😑، آآآآي … كفى يا وسيم يا حيوان”.
وأكّدت لُمى أنّ رائد يوزّع إزعاجه على جميع الزملاء في العمل “كما أنه يضطر للعمل بين حين وآخر، لكنّ دبق وسيم مُركّز عليَّ وحدي، وازداد تركيزه خلال العطلة لشعوره بالملل والفراغ. أتمنى أن يجازف لمرةٍ ويرمي إزعاجه على أمي أو أبي ليتلقي صفعة تُعمي بصره حتى آخر العُطلة”.
وأضافت “إيييييه، رحم الله أيامك يا رائد، كنت على الأقل تسألني عمّا أحتاجه حين تذهب للبقالة ولا تحتفظ بالباقي لنفسك مقابل ذلك، بل وتدفع عني ثمن الأشياء في بعض الأحيان، كما أنك كثيراً ما ساعدتني في العمل وغطيت غيابي أمام المدير حين تأخرت بدلاً من الوشاية لأبي وأمي. كم أتمنى أن ينتهي الحظر؛ فيحل وسيم عني ويُفرّغ مخزون زناخته على زملائه في العمل، وأعود لوظيفتي وأعمل ١٢ ساعة في اليوم إلى جانبك دون أي اعتراض، رغم سماجتك”.
من جانبه، أكَّد وسيم استغرابه من شكوى أخته “هي مجرَّد نكاتٍ سخيفة لا تستحق كل هذه الجلبة. جلبة مصارعة هاهاهاهههه”.
ملاحظة: الأسماء الواردة في هذا المقال من وحي الخيال ولا أقصد أبداً زميلي أمية وأخي غسان، لعنة الله عليهما.