أبوك يكتب: أترى ما يمكن حدوثه لك إن خرجت من منزلك تصافح الناس وتقبِّلهم كالبهيم؟
والدك - مراسل الحدود لشؤونك أنت فقط
٠٧ أبريل، ٢٠٢٠
أرأيت يا حبيبي؟ ابق ذاهباً آتياً كالأبله، إياك أن تكترث، هاه؟ اتفقنا؟ ولا بأس لو لقيت نهاية الأغبياء الذين لا يسمعون نصائح الأطباء على شاكلتك، هذا ما يحصل معهم. ها هو رئيس وزراء بكامل عظمته وهيبته يدخل العناية المركزة، والله وحده أعلم إن كان سيخرج منها أم لا. هل يفوقك أولاد عمومتك الحمير ذكاء ليلتزموا الجلوس في البيت ويريحوا ذويهم؟ ما الذي فعلته في ماضيَّ لأُرزَق بنسخة طبق الأصل عن جونسون؟
لو أن الخطر محصور فيك، لقلت: فليذهب إلى الجحيم وليدفع ثمن غبائه واستهتاره، بل اذهب أنت والمعتوهين من أصدقائك اجتمعوا وصافحوا وقبّلوا والعقوا بعضكم غير مأسوف عليكم. لكنكم تقيمون معنا عليكم اللعنة. تحلّوا ببعض الذوق! ذرّة إحساس! قليل من التفكير! ها هو باستهتاره يأخذ سريراً قد يحتاجه مريض قلب أو مصابٌ بجلطة لأن لديه ولداً مثلك، فضلاً عن نقله العدوى لآخرين، سينقلون بدورهم العدوى إلى غيرهم، كل ذلك وهو على وشك أن يصير أباً. سيحرم ولده من رؤيته، أو لعلها رحمة من الله أن يريحه غبي كهذا، استغفر الله، لا نريد جلب الشؤم له، لكنه والله حمار!
ومن ثمَّ، لماذا تصرُّ على الخروج؟ أين ستذهب؟ من سترى؟ ما طبيعة المهمة التي لا تحتمل التأجيل شهراً أو شهرين وتستحق التضحية بنفسك لأجلها؟ عندما كنت بسنِّك، كُنا وأبناء جيلي نلتزم المنازل؛ لأن لا مال لدينا ولم يتح لنا سوى تلقي البهادل من آبائنا وتنفيذ ما نُكلَّف به من أشغال شاقة. لكن أنت، يا عيني عليك، من الكنبة إلى السرير للمطبخ إلى الحمام. تقضي وقتك على إنترنت وكورن فليكس ونتفلكس وواي فاي وبلايستيشن وسجائر وحلويات وإم بي ثري. أودُّ أن أفهم، ما الذي يوجد خارج المنزل ولم أؤمنه لك أنت وإخوتك، بماذا قصَّرت معكم؟ مخدرات؟ إنها مخدرات، أتتعاطى المخدرات؟
أخبرني، هل أنهيت كل ما يمكن فعله في المنزل وحان موعد ذهابك لإصلاح العالم؟ وضَّبت غرفتك؟ نظفت خلف الخزانة؟ رفعت صفيحة الزيت إلى العلية؟ غيَّرت مصابيح البيت؟ أصلحت الراوتر؟ أكملت بناء الطابق الثاني؟ غرامافون جدِّك ملقى في المخزن منذ أربعين سنة، هل حاولت إصلاحه؟ رئيس الوزراء ذاك أبله، لكنه في نهاية المطاف رئيس وزراء، يتوجَّب عليه عمل الزيارات وتفقد الأعمال لشحذ المشاعر الوطنية والارتقاء بهمم الناس. لكن أنت ما الذي ستفعله إن كنت، وأنت على رأس عملك، عاطل عن العمل؟
لا تزعل، أتظن أني أوبخك لأجلي؟ لا والله، كل ما قلته لمصلحتك. لا أقصد أنك بهيم إلى هذه الدرجة، لكن ليس ضرورياً أن تسير مع القطيع بانتظار ما قد تتمتع به من مناعة، إذا كان جونسون ذو منصب في دولة محترمة ذات نظام صحي متين قادر على تأمين علاج في الوقت الذي يعجز فيه الآخرون الحصول على تشخيص، فأنت، يا جحش، لا تملك تأميناً صحياً وستُرمى كالكلب في الشارع … أتعلم؟ انسَ مصلحتك، كل ما قلته لأجلي، لا أرغب بأن تعديني وتعدي إخوانك أو أضطر للركض بك بين المستشفيات أو ويُحجر عليَّ.
أنا متأكد أنك ستفهم كلامي حين تكبر، لكني أريد لك الآن أن تبقى بعافيتك كي يتسنى لك اللحاق بالوباء القادم وتخبر البهائم على شاكلتك أن يبقوا في منازلهم.