لايف ستايل، دليل الحدود

خمس مهارات يُمكنك استغلال وقت فراغك في تعلمها أثناء حظر التجول كي تفشل بذلك وتكتئب أكثر

فؤاد الحالم - خبير التنمية البشرية في الحدود

Loading...
صورة خمس مهارات يُمكنك استغلال وقت فراغك في تعلمها أثناء حظر التجول كي تفشل بذلك وتكتئب أكثر

مثل أيّ شخص بالغ راشد عاقل حالم، لا بد أن تكون قد فكّرت باستغلال الفراغ الذي أتاحه لك حظر التجول؛ فحاولت تعلّم مهارات منعك عن تعلّمها انشغالك الدائم في العمل ورؤية أصدقائك ولعب الورق والانتظار في طابور محل الشاورما وانتظار “الهابي أور” والتخلّص من آثار الثمالة قبل وصولك إلى المنزل. ولا بُدّ أيضا أنك واجهت الفشل في محاولاتك الأولى للتعلم، فاستلقيت على الأريكة تأكل وتُفكر في الكمامات والمعقمات والمناعة وفيتامين سي وهذا الفيروس التافه الذي كشف لك حقيقتك وضآلة معلوماتك وقدراتك وبهدلك أمام نفسك.

في لحظات كهذه، يظهر نوعان من البشر: أولئك الذين يستسلمون لكآبتهم ويحاولون التعامل مع نتائجها أو نسيانها بإكمال مشاهدة الأفلام والأكل والنوم والأكل وقراءة مقال ساخر كهذا، والذين لا يسمحون للاكتئاب بالسيطرة عليهم، ويعيدون المحاولة تلو المحاولة إلى أن يفشلوا ويقعوا فريسة للاكتئاب أكثر من ذي قبل ويحاولون نسيانه بمشاهدة الأفلام الأكل والنوم والأكل وقراءة مقال ساخر كهذا. ولمساعدة  الفئة الثانية العظيمة التي لم تدع الاكتئاب يقف في طريقها للاكتئاب أكثر، نقترح المهارات الأربعة التالية:

١. تعلّم اللغة التشيكية: مذ قرأت الرواية الأولى والأخيرة لميلان كونديرا وأنت تحلم بقراءة غيرها. حان الوقت لتتخلى عن هذا الحلم لتحلم أن تتعلّم التشيكية، فتقرأ رواياته الأولى باللغة الأم دون أن يُملي عليك المترجم فلسفته الخاصة. لقد صار هذا الحلم ممكناً بوجود الإنترنت؛ تعلّم التشيكية في الأسبوع الأول من الحظر، ثمّ تعلم الفرنسية في الأسبوع الثاني لتقرأ رواياته التي كتبها بالفرنسية، وإن انتهت حزمة الإنترنت، عليك بكتب تعلّم اللغة بدون مُعلم في ثلاثة أيام وتعلّم الروسية في الأسبوع الثالث لتقرأ روايات دوستويفسكي بأجزائها الكاملة دون اختصار دور النشر، ومن ثُمّ تعلّم الإنجليزية التي خدعت مديرك في مقابلة العمل وقدمت له سيرتك الذاتية بها وأخبرته أنك تتحدثها بطلاقة مع أنك لا تتقن منها سوى أربع جمل، ولم تتعلمها حتى الآن.

٢. النجارة: أتذكُر البيت الخشبي الصغير ذا الأربعة طوابق الذي كنت تنوي صناعته لقطتك؟ هذا هو الوقت المناسب لتعلّم النجارة وصناعته. قد لا تملك الأدوات ولا تستطيع شراءها بسبب حظر التجوّل وإغلاق جميع المحلات، لكن حاول التعلّم كخطوة أولية. لا تتشتّت بالتفكير بالجائحة أو متابعة آخر أخبارها، وتذكّر أنّ هذه المهارة ستفيدك حين تفقد عملك بالقطاع الخاص بعد انتهاء الأزمة، أو تساعد في تعويض خسائرك المالية بسبب انقطاع دخلك إن كنت تعمل بنظام “المياومة”.

٣. صناعة البيرة المنزلية: طريقة مثالية لنسيان الحجر وتصفية الذهن. لا يتطلب الأمر سوى بعض الخميرة وبضع خطوات بسيطة وكثير من الصبر والمزاج الرائق حتى لا يفسد المشروب. قد تفشل محاولتك وتصاب بتسمم ويسعفك الدفاع المدني للمستشفى، لكنّك تكون قد نجحت بمغادرة المنزل والترويح عن نفسك في قسم الطوارئ؛ وإن نجوت وعدت إليه سالماً، اجلب بعض العنب في طريقك لتتعلّم صنع النبيذ وتُكرّر ذات التجربة الفاشلة. 

٤. التزلّج على الجليد: ألم يحن الوقت لتعلّم هذه المهارة؟ ما الذي تنتظره للقيام بهذه الخطوة؟ كنت تتحجج سابقاً بعدم امتلاكك لألواح التزلّج، أو ربما لم تفعل ذلك لأنّك محدود التفكير تحصر تفكيرك في المنطقة الخالية من الجليد التي تعيش فيها. لكنّك الآن تملّك الوقت، كُل الوقت، للتفكير بكيفية صناعة ألواح التزلّج والبدء بتعلّم هذه المهارة. 

٥. التخطيط الاستراتيجي: لطالما رمى مديرك كل مهامه عليك بحجة انشغالاته بالـ “ميتينجز” التي لا تنتهي وكأنه يجتمع مع كل من في الأرض، أو ضرورة غيابه لوضع استراتيجية مستقبلية من شأنها تطوير المؤسسة وتكبيرها؛ وحقيقة الأمر أنه يغادر ليلعب وينام ويقرأ ويشاهد الأفلام ويتابعك تحرث وتؤدي عمله ويضحك عليك أيها المسكين. والآن، ها قد حانت فرصتك الذهبية للتفكير بمشروعك الخاص، ووضع خطوات وآليات تنفيذه وتسويقه ليكبر وتجني منه ذهباً وتبني فللاً وقصوراً وتُحطّم مشروع مديرك وتجعله موظفاً عندك لترمي مهامك عليه بحجة انشغالك بالميتنجز ووضع الاستراتيجيات ثم تغادر لتلعب وتنام وتشاهد الأفلام وتتابعه يحرث ويؤدي عملك وتضحك عليه. وهكذا إلى حين انتهاء الحظر وعودتك للعمل، عند مديرك.

شعورك تجاه المقال؟