لاجئ سوري يسيء فهم وجع في الخاصرة على أنه حنين للوطن
١٦ سبتمبر، ٢٠١٥
أعرب اللاجئ معتز ت. عن شوقه وحنينه للوطن مساء البارحة من مقهىً يعج باللاجئين في وطنه الجديد ألمانيا. وبعكس أيّام الزمن الجميل، كان اللاجئون في المقهى من شتّى الأصول والمنابت، عراقيون وأفغان وأريتريون وسوريون، وفلسطينيون طبعاً ودوماً.
وبحسب اللاجئ معتز، فإن أشياء يومية صغيرة باتت تثير فيه الشعور بالحنين إلى الوطن، كرؤية حاويات القمامة أو المشردين في الشوارع أو دوريات الشرطة. وأعرب معتز عن رغبته، لا بل حقّه، في العودة إلى بلاده، الأمر الذي أدى إلى انفجار أصدقائه الفلسطينيين ضحكاً لدى سماعهم “حق العودة”، واستمر الضحك حتى بدأ العراقيون بالقهقهة التي تحولت إلى حالة ضحكٍ عارم، وكاد لبنانيٌ أن يقع عن كرسيه من فرط الضحك، ثم انضم الإريتريون والأثيوبيون والأفغان، كلهم ضحكوا حتى انضم لهم صاحب المقهى الألماني والنادل والنادلة، وفي نهاية المطاف انضم معتز لهم ضاحكاً وكانوا كلّهم سعداء بعض الشيء.
وكان معتز قد فرّ من رحى الحرب الطاحنة وحس الفكاهة الرديء في سوريا، زحفاً زحفاً إلى برلين، رمز الصمود والعزّة. ومع أنه لا يمتلك سيارة بعد، إلّا أنه اشترى ملصقاً عليه صورة أنجيلينا ميركل ليعلقّه على زجاج سيارته الخلفي التي قد لا يشتريها لتوافر مواصلات عامّة في بلاد الأجانب. واضطر معتز للمشي لساعات طويلة بحثاً عن ملصق لميركل بالزي العسكري قبل أن يفقد الأمل بالحصول على شيء مماثل، ويشتري ملصقاً مدنياً عادياً لها.