لايف ستايل، تقرير

المنطقة تكاد تسقط عن كفِّ العفريت قبل أن ينتشلها بإصبعه الأوسط

فتحي فُعفاط - مراسل الحدود لشؤون شفير الهاوية

Loading...
صورة المنطقة تكاد تسقط عن كفِّ العفريت قبل أن ينتشلها بإصبعه الأوسط

بعد أن شارفت المنطقة على الانزلاق لتسقط بتسارعٍ نحو الهاوية، تدارك العفريت الذي تقبع على كفه الأمر في اللحظات الأخيرة عبر التقاطها بإصبعه الأوسط، لتثبت عليه إلى أجلٍ غير مسمى.

ولا يشكِّل موقع المنطقة على هذا الإصبع تغييراً مفاجئاً على طبيعة وجودها؛ لأن العفريت بحد ذاته يقبع في الحضيض، ولطالما حاول السكّان الهرب بتسلُّق شعر صدره أو التزحلق على كرشه أو التسلُّل من خلفه لينتهي الحال بهم فوق مؤخرته تماماً قبل أن يحكها كعادته ويمروا بالتجربة الأليمة بكل تفاصيلها قبل الالتصاق بكفّه مجدداً، وحين اقتربوا من بلوغ غايتهم قبل تسع سنوات، اندهش لرؤيتهم يبتعدون عن كفِّه، فضربه بكفه الآخر، وما زال يضرب الكف بالكف حتى الآن.

ويبرِّر تصرُّف العفريت الأخرق مع السكان وأحلامهم حالة فضح العرض المستدام الذي تعاني منه، واستمرار التغييرات الجيوسياسية واندثار بلادٍ وقيام أخرى مثل إسرائيل، ودخول مصر على اليمن وإيران على العراق وسوريا والسعودية على اليمن والعراق على الكويت وسوريا على لبنان وروسيا على سوريا وأمريكا على الجميع.

وفي ظلِّ كثرة هذه التغييرات، إضافة لاستهتار العفريت، يستحيل تحديد سبب انزلاق المنطقة هذه المرة، إلا أنَّ الخبراء يرجِّحون شعوره بالملل من وجود المنطقة برمِّتها على كفِّه طوال هذه العقود، فرماها كما يرمي المرء منديلاً من يده أثناء سيره، ولكنه التقطها بعدما تذكَّر إمكانية الاستفادة منها في لعب البينغ بونغ مع أصدقائه، أو جذب عفريتةٍ من خلال تدويرها على إصبعه كما يفعل نجوم كرة السلة.

ويؤكِّد الخبراءٌ ذاتهم أنَّ مصير المنطقة بات مجهولاً أكثر من أي وقت مضى؛ نظراً لصغر مساحة إصبع العفريت الوسطى مقارنةً بكفِّه، وهو الأمر الذي يقلِّل من ثباتها في موقعها، ما يعني أنَّ أيَّ نسمة هواء تهب عليها كفيلة بإسقاطها مرَّة أخرى، لتستقر على الإصبع الأوسط لقدمه، أو انتظاره وصولها قاع الحضيض ليمعسها برجله كعقب سيجارة ويركلها بعيداً عنه.

شعورك تجاه المقال؟