تغطية إخبارية، خبر

فيروس كورونا يدخل المنطقة بعدما لاحظ أنّ كل شيء يدخل فيها بسهولة

Loading...
صورة فيروس كورونا يدخل المنطقة بعدما لاحظ أنّ كل شيء يدخل فيها بسهولة

مراسل الحدود لشؤون الكوارث التي لا تأتي فرادى

وسط تأوه البشر واهتزاز المباني، وانفتاح الحدود على كُل جديد قادم، دخل فيروس كورونا المنطقة العربية، بعد ملاحظته إمكانية دخول أي شيء وكل شيء فيها بسهولة.

ومن شدّة دخول وخروج، ودخول ودخول ودخول الكوارث والحروب والصواريخ والصواريخ المضادة للصواريخ والميليشيات المدعومة من الدول والدول المدعومة من الميليشيات وإسرائيل والجراد والكوليرا والنفايات النووية والصفقات والمؤامرات وكارلوس غصن، أصبحت المنطقة واسعة للغاية ممّا سهّل عملية دخول الفيروس دون ألم يذكر أو مجهود جبار، أو إعلان حالة طوارئ.

إلّا أنّ هذا كله أشعر الفيروس ببعض التوتر، بسبب منافسته لكوارث أخرى طويلة وعريضة وصلبة، قد لا يرقى لأدائها، بوصفه فيروساً ضئيل الحجم، هشّ القوام، فضلاً عن الوضعيات الخلاقة التي اختبرتها المنطقة في الدخول، حيث يُمَتِعُ الرجل الأبيض حكامهم يومياً، ما أكسبهم خبرة في الدخول على شعوبهم مستخدمين وضعيات سادية لا يقدر عليها كورونا. 

واعتمد الفيروس على ثقته بنفسه وإيمانه بانفتاح المنطقة، وقدرته على اختراق عواطف سكانها غير المستقرة وشعورهم بالهزيمة وقلة الثقة بحاضرهم ومستقبلهم، والذي يدفع فريقاً منهم للتهليل والترحيب بدخول الجيش التركي، وفريقاً آخر بدخول الميليشيات الإيرانية، وآخر بدخول الأمريكان والمرتزقة من كُلّ حدّب وصوب، أو حتّى دخول حُكامهم عليهم بشكل يومي، بل استمتاعهم بهذا الدخول، والمطالبة بالدخول أكثر وأكثر في كُلّ ثغرة من جسم المنطقة، مهما كانت ضيقة.

شعورك تجاه المقال؟