سفينة أوروبية تنجح بتفعيل حظر دخول الأسلحة إلى ليبيا وتصادر مسدس ماء كان يطفو قبالة شواطئ بنغازي
١٩ فبراير، ٢٠٢٠
بعد إمضاء الاتحاد الأوروبي شهوراً في التفكير وحكّ الرأس والتشاور والنقاش وعقد الاجتماعات إلى أن قرَّر تفعيل قرار حظر دخول الأسلحة إلى ليبيا بإرسال دوريات سفن حربية، تمكنت إحداها أخيراً من التقاط مسدسٍ بلاستيكيٍّ كان يطفو متجهاً نحو بنغازي قبل دقائق فقط من وصوله إلى اليابسة، لتكون هذه العملية الخاصة بمثابة ردٍّ حازمٍ على المُشكِّكين بجدية وفاعلية الاتحاد وإجراءاته في مياه المتوسط.
وقال قائد السفينة المارشال هارولد دولول إنّ العملية كانت دقيقة ومُعقدة “ما إن لمحت سفينتنا المسدس حتى دبَّت الشجاعة في نفوس الطاقم بأكمله، وتحرَّكنا فوراً لعقد اجتماعٍ عاجل، ثمَّ اتصلنا بمركز العمليات وناقشنا الخطة واتخذنا قرارنا بإطلاق النار عليه من مدفع ٨٠٠ ملم ومصادرته فوراً، مع الحرص على عدم وقوع ضحايا من المدنيين الذين يسبحون حولنا للوصول إلى أوروبا، فإعاقة هؤلاء عن وجهتهم من اختصاص دوريات أخرى”.
وأشار المارشال إلى أنّ أهمية المسدَّس لا تكمن في المواد التي صنع منها أو الغاية منه “بلاستيكياً كان أم معدنياً، يطلق الماء أم النار، هو مسدس في النهاية، وقد يصل إلى يد الأطفال في ليبيا ويصبحون بسببه عنيفين وينضمون إلى المليشيات. إجراؤنا يوجِّه رسالة قاسية إلى كلِّ من تسول له نفسه استخدام المتوسط لتهريب الأسلحة: هناك آلاف الكيلومترات من اليابسة وسماء لا حدود لها، يمكنكم ممارسة أعمالكم القذرة فيها، أما هذا البحر فهو مُحرّم عليكم”.
من جانبه، أشاد الطيار الروسي ديميتري بوبوبوبوف بمهنية السفن الأوروبية “كنت أحلق قريباً من السفن عندما بدأت تدير مدافعها، ظننت أنهم كشفوا أمري واتخذوا قراراً بمنعي من الهبوط وإنزال حمولة الأسلحة التي أوصلها إلى حفتر، لكنهم وجهوها نحو البحر، لأتم رحلتي بسلام دون أي مضايقات. ها هم الليبيون يفرغون الحمولة بسعادة مطلقة؛ أتمنى أن تدوم الابتسامة على وجوههم، وأن يفرغوا أسلحتهم على بعضهم بالهناء والشفاء”.