تغطية إخبارية، دليل الحدود

دليلك لحشو قائمة الشركات الداعمة للمستوطنات في فم صديقك قبل تذرّعه بعدم وجود بدائل لها

Loading...
صورة دليلك لحشو قائمة الشركات الداعمة للمستوطنات في فم صديقك قبل تذرّعه بعدم وجود بدائل لها

رغم إصدار الأمم المتحدة قائمة بـ۱۱۲ شركة تقيم شراكات مع المستوطنات الإسرائيلية وتستفيد من انتشارها على الأراضي الفلسطينية، لتسهِّل عليك وعلى صديقك المتخاذل تحديدها ومقاطعتها جميعاً، يأبى هذا الصديق إلا أن يتكاسل عن مقاطعتها بحجة أنَّ لا بديل لها، أو أنَّه كفردٍ ضعيف الحال لن يؤثر في إسرائيل سواء قاطعها أو تعامل معها، ولا يترك أمامك مجالاً سوى حشو هذه القائمة في فمه على أمل أن يصير إنساناً بدل إصراره على البقاء كممسحة.

لكنَّها ليست عمليةً سهلة، فهو يبقى صديقك، وقد يدفعك غباؤه لحشوها في مكانٍ آخر فترى ما هو أقبح من وجهه، ولهذا، نضع هذه الخطوات بين يديك لتدخلها، وفق قناعاتك، في فمه حتى تصل إلى دماغه، أو أي مكانٍ آخر إن شئت سلوك الطريق الأصعب.

أولاً: اطبع القائمة على ورق أو كرتون مقوى أو على قطعة بلاستيك، أو زجاجة مكسورة، بحسب مستوى إزعاج صديقك.

ثانياً: استفزّه؛ أخبره بإصدار الأمم المُتحدة هذه القائمة، مُعرِّضة نفسها للشتم والذم والتبرير لإسرائيل بأنّها لن تقاضيها. افعل ذلك حتّى تُغششه أسماء الشركات التي يتوجّب عليه مقاطعتها. ذكّره بأنّ حتى السلطة الفلسطينية ذاتها هدَّدت بمقاضاة هذه الشركات.

ثالثاً: في اللحظة التي يفتح فيها فمه محاولاً حشو خطاب طويل في أذنك عن عدم وجود بدائل لشركة موتورولا سوليوشنز، بوصفها أولى الشركات المصنّعة للهواتف المتنقلة في العالم، وعن صعوبة الرجوع إلى العصور الوسطى وطلب مساعدة دكان أبو محمد أو السوق المفتوح للعثور على منزلٍ للإيجار وضرورة استخدام إير بي إن بي، وفي اللحظة التي ترى فيها عينيه تلمعان بخطاب طويل عن مزايا تصفّح موقع بوكينج وإكسبيديا ومدى صعوبة السفر أو العثور على فندق لولاهما، باغته ولُفّ القائمة على شكل أسطواني.

رابعاً: لوّح له بالقائمة ليتذكّر المزيد من الشركات التي تدعم إسرائيل ولم تذكرها القائمة، والتي لا بديل عنها، مثل ماكدونالدز؛ إذ يصعب العثور على برغر إلى جانب هذا الكم الهائل من الكاتشاب من أي مكان آخر. دعه يكتب خطبة كاملة في رأسه، حيث يصعقك بالحديث عن عدم جدوى المقاطعة وأنّ غضب نتنياهو من القائمة لا يعدو كونه دعاية صهيونية لإيهامنا بأن المقاطعة تضر الاحتلال، خاصة وأنّ عدد العرب ۳۰۰ مليون وبعض الفكّة فقط، إلى جانب بعض الملايين في المهجر وبضعة آلاف تتعاطف معهم وستفقد التعاطف بسبب تجاهل العرب أنفسهم للمسألة، ولماذا عليه حرمان نفسه من حذاء ماركة بوما لأجل قضية خاسرة كهذه؟ 

خامساً: بسرعة البرق وحين يرسم على وجهه ابتسامة عدمية ساخرة ويلوّح لك برواية “حفلة التفاهة” قبل أن يشرع في خطابه، أخرج القائمة فوراً واحشها في فمه عميقاً عميقاً حتى تصدر عنه أصوات الغرقى، فإمّا أن يقتنع أو يموت مخنوقاً، حيث يقاطع هذه الشركات في الحالتين.

شعورك تجاه المقال؟