السلطات المصرية الخوّيفة تعتقل مصرياً يدرس في إيطاليا عوض اعتقال طالب إيطالي حقيقي مجدداً
١١ فبراير، ٢٠٢٠

اعتقلت السلطات المصرية الجبانة الخوّيفة المواطن والطالب المصري الذي يدرس في إيطاليا، باتريك جورج زكي، عِوض أن تتصرف كما فعلت مع جوليو ريجيني وتلقي القبض على طالب إيطالي حقيقي تعذّبه وتشوّهه وترميه على طرف طريق صحراوي.
وكانت السلطات المصرية قد واجهت مشاكل كبيرة بسبب جوليو، واضطرّت للدخول في تحقيقات مشتركة أجبرت محققيها على التظاهر بأنهم يعملون، ووفد إيطالي يأتي وآخر يذهب، والسفارة الإيطالية علّقت والمسؤولون الطليان ندّدوا، وذك ما دفع السلطات لتتنبّه، بذكائها المعهود، إلى أن تكرار فعلتها سيحشرها في الزاوية بسهولة وتُمسح بكرامتها الأرض وتنكشف كم هي كاذبة صغيرة على عكس ما تروجه عن نفسها.
ورغم أن السلطات المصرية تخشى البهدلة، إلا أنها تقدر على تحمّلها. فالأمر لن يقف عند إيطاليا؛ ترامب يهزأ بالسيسي ويعود للطبطبة عليه ثم يعاود الاستهزاء به ويطبطب عليه لاحقاً وكأنه ولد أبله. لكن هنالك ما يبعث خوفاً حقيقياً عندها من وقوع ما لا تحمد عقباه؛ كأن تأخذ إيطاليا – مثلاً – موقفاً جدياً بدل المزاح والاكتفاء بالتهديد والتنديد وتوقف التعاون والاستثمار مع مصر، وهو موقف قد يمتد للاتحاد الأوروبي بأكمله؛ فتقرر ألمانيا عدم الاكتفاء بتأنيبها على ممارساتها القمعية في العلن وبيعها السلاح بالسرّ، بل توقف بيعه فعلاً.
الخبير والمحلل السياسي الرسمي المصري، عادل الخنشوف، أكّد أن تصرّف مصر لم يأت بدافع الخوف “بل اختصاراً لوجع الرأس الذي قد يجلبه لنا أجانب عديمو الولاء والانتماء لمصر لأنهم لم يشربوا من نيلها، كل همّهم المظاهر البائسة مثل العدالة والديمقراطية والشفافية وحقوق الإنسان التي ستهوي عاجلاً أم آجلاً بهم وببلادهم إلى الحضيض. لدينا ابن البلد نعتقله ونعذّبه ونصعقه بالكهرباء ونقتله إن أردنا، بلا تحقيق، ودون أن نسمع لأهله صوتاً؛ لأنهم يدركون أننا فعلنا ذلك لمصلحة عليا أكبر من الوقوف عند تفاصيل ثانوية، مثل ظروف الاعتقال والتحقيق وإجراءات القضاء”.
وأضاف “وحدهم المغرضون أو السذّج الأغبياء يرون فيما فعلته مصر خوفاً؛ تصرُّفنا جاء ذراً للرماد في عيون من يغمزون ويلمزون ويقولون إن بلادنا تفتقر للعدالة. مصر أم العدالة والمساواة، ومثلما تعتقل إيطاليّاً يدرس فيها، تعتقل مصرياً يدرس في إيطاليا”.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.