السلطات الأردنية تعرب عن سعادتها بالوجود في الشرق الأوسط حيث تبدو متقدمة مقارنة بمن حولها
٠٩ فبراير، ٢٠٢٠
مراسل الحدود لشؤون الأمن والأمان – الأردن
أعربت السلطات الأردنية عن سعادتها الغامرة بالوجود في منطقة بائسة مُهلهلة، مشتعلة بالصراعات، يُعشعش الفقر والجوع والأمراض والكوارث في أحيائها مقطوعة الكهرباء، والموتى والمخطوفون في زوايا سجونها، ممّا يجعل الأردن سويسرا الشرق ودولة التقدّم والرفاه في المنطقة.
وأكد رئيس الحكومة الرشيدة صاحب الولاية عمر الرزاز أن على المواطنين حمد الله مئة مرة على وجودهم في الأردن “حيث لا تقع قذيفة هاون على رؤوس العاطلين عن العمل الجالسين في المقاهي، ولا يبطش الأمن بالمواطنين البسطاء الذين يتشمسون برفقة بسطات الخضار خاصتهم، بل يكتفي بإزالة البسطات، ولا يمكننا لومه إن قرر أصحابها الانتحار”.
وبيّن عمر أنّ الكهرباء في الأردن لا تنقطع كما يحدث في سوريا ولبنان والعراق “إذ حرصنا على توقيع اتفاقية غاز طويلة الأمد مع إسرائيل للحصول على كمية تكفي لعدم قطع الكهرباء إلّا بإرادتنا، حين لا يتمكن المواطن من دفع الفاتورة”.
وأضاف “أما بخصوص الإنترنت، لدينا واحدة من أقوى الشبكات في العالم، حيث يستطيع الأردني تصفح ما يشاء من المواقع، التي لم نحظر أيّاً منها، تاركين له حرية قول ما يشاء وقت ما يشاء أينما شاء، هذا بالطبع إن لم يتجاوز حدوده ويضطرّنا لاعتقاله واستعراض سجله للعثور على أي موقع تصفحه أو تعليق عابر يفضي لاتهامه حسب قانون الجرائم الإلكترونية”.
وأشار عمر إلى ريادة سجل الدولة في قضايا حقوق الإنسان “من المستحيل أن نعتقل من يجلس في منزله إن لم يعبر عن رأي مغاير لرأينا، كما أنّ سجناءنا مرفهون ينعمون بحياة رغيدة لدرجة أنَّ بعض المعتقلين السياسيين يرفضون تناول الطعام الذي نقدمه لهم، بينما يسعى العديد من المواطنين في المناطق الفقيرة لارتكاب الجرائم رغبةً بدخول السجن”.
ولفت عمر إلى أنّ الأردن يختلف عن دول الجوار حتّى على الصعيد الاجتماعي “فنحن لا نعاني من مشكلة التنوّع الطائفي الموجودة في بقية البلدان؛ إذ بذلنا جهدنا لمنع دخول طوائف ومذاهب دينية جديدة في نسيج المجتمع، حتى لا نضطرّ لضربهم والتنكيل بهم أو مواجهة خطر اشتعال حرب طائفية أو إهدار وقتنا بصياغة قانون يتعلّق بكل طائفة. كما أننا أنموذج في تحويل المشاكل إلى فرص؛ حيث جعلنا الكبار والوجهاء في صفنا لنحرّكهم وفق ما تقتضيه الحاجة، فيوجّه كل منهم بدوره جماعته، وبذلك، رسّخنا الإقليمية كوسيلة للحفاظ على استقرار النظام، الذي يؤدي بالضرورة إلى استقرار الأفراد، كلٌ لوحده بمعزل عن الآخرين”.