لايف ستايل، خبر

عشرة أشياء ستضعها في مؤخرتك ولن تشفي الباسور أيضاً

Loading...
صورة عشرة أشياء ستضعها في مؤخرتك ولن تشفي الباسور أيضاً

سعيد المُزطَّم – مراسلنا الذي يعاني من باسورٍ أكبر من مؤخرته

على الأغلب أنَّك، عزيزي القارئ، ضمن مليارات البشر الذي يعانون من البواسير، أو ممن ظهر لهم مرَّة واحدة على الأقل وما زالت هواجس عودته في أي لحظة تتناهشك حتى اليوم. فحتى إن التزمت بتناول طعامٍ صحي، سيأتيك إثر الجلوس على مكتبك طوال الأسبوع، أو بسبب تعرّضك لضغطٍ نفسيٍّ وتوترٍ استمر على مدار الأعوام العشرين الماضية، وإن لم تصب به أبداً، فربما يأتيك غداً، أو بعده، ربما الشهر القادم قبل يوم عرسك أو تزامناً مع أهم مقابلة عملٍ في مسيرتك المهنية. من يدري؟

يتسلّل الباسور إلى حياتك بلا سابق إنذار، ويحلُّ ضيفاً ثقيلاً يشاركك مؤخرتك في الموقع الذي يفضل الاستقرار فيه ويصبح جزءاً أساسياً منها رغماً عنكما، لتتمحور حياتك من مأكل ومشرب ومواعيد دخول وخروج وقيام وقعود واستيقاظ ونوم وكل تفاصيلك حوله. 

ورغم اختلاف المواد والمستحضرات التي تضعها في مؤخرتك، يبقى الباسور هو الثابت الوحيد فيها. قد تعتقد كشخص حديث الإصابة أنه كأي مرض يخشى الأدوية، وسيذهب بمجرِّد دهنك مرهم أعشابٍ ممزوجٍ بزيت النعناع، ولكن لا، سيشعر بالراحة والانتعاش والامتنان لتلطيفك الأجواء من حوله، ما قد يدفعه لإيلامك أكثر في المستقبل كلما تأخرت عن إعطائه جرعته اليومية من المرهم اللذيذ، حينذاك، تبدأ رحلة الآلام: ستلجأ للطبّ البديل، ويدلي كلّ خبراء الطب الشعبي مثل والديك وزوج خالتك بدلوهم، لينتهي بك الأمر باستخدام زيت الخروع، كيف لا وهو يستعمل في علاج الإمساك وتساقط الشعر وآلام المفاصل وتخفيف أعراض الحيض؟ إن رائحته فقط ستدفع الباسور للمغادرة. لكنَّك يا حبيبي تجهل أنَّه لا يكترث بذلك، وإلا، لما قبل أن يكون في المكان الذي استقرّ فيه منذ البداية.

يصل بك بؤس الحال إلى وضع أي شيء يقترحه أي عابر طريق، منقوع زيت الذرة بخل التفاح، ورق صحف رسمية، ماء بالملح، حلاوة طحينية بزيت السمسم، حتى الميكانيكي خالد برعم، سيقنعك بأنَّ مؤخرتك لا تختلف في شكلها وإنتاجها ودورة حياتها عن أي محرك، وبالتالي تحتاج للتشحيم.

ويبقى الباسور في مكانه، قد يتراجع لبرهة، ولكنه يعود بعدها أكثر قسوة وشراسة. إنها طريقته لعقابك على أنانيتك ومحاولتك الاستئثار بهذا الجزء دوناً عنه، مع أنَّه ضحّى منذ البداية ولم يظهر في فمك وجبينك وبطنك وتحت إبطك، بل رضي بمؤخرتك موطناً وحيداً له.

يبقى أمامك مقترح أخير يتمثل بسكب الشاي المُرّ عليه، لكن والله لا أفهم ما العبرة من أن يكون مُرّاً، لم لا تسأله كم ملعقة سكرٍ يفضل مع شايه وتتركه على راحته؟ ولم لا ترتدي لفحة تحت بنطالك لتقيه برد الشتاء وتصطحبه نهاية الأسبوع وتنقعه في البيرة لتثملا سوية وتشكي له همومك؟ أو حتى تبدأ بمواعدته وشراء الهدايا له في عيد الحب؟ على الأقل ستضمن أنَّه لن يهجرك طوال حياتك.

الحقيقة يا عزيزي الذي لم يعد يسيطر على مؤخرته، أنَّ الباسور باقٍ ما بقيت، ما من حلٌّ جذري، كل ما بوسعك فعله هو التعايش معه وتقبُّل وجوده كجزء من كيانك، أو تقبل وجودك كجزء من كيانه، وادع في الأثناء أن يتطوّر العلم ليجد علاجاً يشفيك منه، أو تظهر في جسمك معجزة تُخلّصك منه.

شعورك تجاه المقال؟