الأسد: مشهد سكان إدلب وهم لا يعرفون إلى أين يهربون جعلني أذرف الدموع
٢٩ يناير، ٢٠٢٠

أكّد الدكتور الفريق أوَّل ركن الأمين العام لحزب البعث الرفيق الطليعي البطل بشار حافظ الأسد أبو حافظ في حواره مع برنامج الصالون السياسي الذي يُعرض على التلفزيون السوري، أنّ مشهد سكان إدلب وهم لا يعرفون إلى أين يهربون بسبب القصف المتواصل عليهم، جعله يذرف الدموع من شدة الضحك.
وقال بشار إنّه حسّاس بطبعه لمثل هذه المشاهد ولا يستطيع ضبط نفسه عند رؤيتها “مشهد هروب أكثر من ١٢٠ ألف شخص تحت الضربات الجوية خلال ١٢ يوماً، في حلقة مفرغة ذكّرني بمطاردات توم وجيري، خصوصاً عند وصولهم الحدود التركية المغلقة في وجوههم، ها ها ها ها ها، يا ربي! لا أستطيع أن أتمالك نفسي”
وأضاف “أما أولئك الذين حاولوا النزوح إلى مخيمات الشمال والاحتماء بما يُسمى الجيش الوطني السوري، يقلبونني على ظهري من الضحك؛ ليس لأنّ البنية التحتية لا تستوعبهم أو بسبب عدم اتساع المخيمات لهم، بل لأنّ المساكين لا يعلمون أنّ دورهم آتٍ. ألم يلاحظوا أنّهم استمروا بالنزوح حتّى حُشِروا في إدلب وأننّي سأستمر بفعل ذلك؟ المسألة لا تتوقف عن إضحاكي في كُلّ مرة وكأنّها المرة الأولى”.
وشدّد بشار على أنّه يتابع التقارير الصحفية حول محاولات النزوح باستمرار “لا أكتفي بالصور والفيديوهات التي تظهرهم كالصراصير هائمين على وجوههم، بل أحبّ أن أتابع قصصهم الشخصية، فالشيطان يكمن في التفاصيل؛ هذا الذي نسي لملمة أغراض منزله وحاول الفرار على عجل، أو ذاك الذي لم يلحق أن يفرّ أصلاً وتلقاه صاروخ نسف وجوده أو وجود أحد أفراد عائلته وبدأ يبكي ويولول”.
وأشار بشار إلى أنّ شعوره كان ملتبساً منذ بداية الأزمة السورية “كنت أستمتع كثيراً بمناظر الخونة يموتون أفواجاً ويحاولون النزوح واللجوء ويتبهدلون بكل الطرق الممكنة، لكنّ احتدام المعارك شغلني عن الضحك، أمّا اليوم فأنا أُعمل في إدلب براحتي ودون ضغوطات، لذا فإنّ سعادتي نقية لا تشوبها شائبة، لم أشعر بمثلها مذ كنت أجوب السجون لأشتمَّ رائحة الدم والتعذيب وضياع مستقبل الشباب والشابات دون أي سبب”.
وأكّد بشار أنّ هذه المسألة تثير مشاعره أكثر من القصف والموت الجماعي “فرغم ما تحتويه من جثث مُتفحمة ممسوحة المعالم كحبات البطاطا المحروقة، ومقابر جماعية تخلق أشكالاً هندسية مضحكة، وثلاجات موتى مليئة بالعيون الجاحظة كالسيدة ملعقة، رغم كل ما في ذلك من فكاهة، إلّأ أنّها مشاهد قصيرة تصل بك إلى (البنش لاين) دون بناء نكتة حقيقية، أمّا محاولات النزوح هذه فهي نكتة طويلة لا تنتهي، مليئة بالمفارقات وكأنّها حلقة كاملة طويلة من مسلسل مرايا”.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.