دليل الحدود للوقاية من فيروس كورونا في دولة ليس لديها نظام صحي محترم
٢٧ يناير، ٢٠٢٠
نسمع كلَّ بضعة أعوامٍ عن وباءٍ يبدأ بالانتشار في مكانٍ مختلفٍ من العالم ويهدِّد بالقضاء على البشرية ومسحها عن الوجود، أو على الأقل قتل ما يكفي منَّا لتغيير مصير الكوكب بأسره، من إنفلونزا الطيور إلى إنفلونزا الخنازير تلتها الإيبولا ثمَّ ترامب حتى وصلنا فايروس كورونا مؤخراً.
ومنذ بداية انتشار هذه الفيروسات وتسجيل حالات الإصابة بها والوفاة، تباشر حكومات العالم تطبيق خطط الطوارئ من فحوصات طبية للجميع وتشخيص كل من يدخل البلاد وتخصيص غرف حجر صحيٍّ مجهزة بما يكفي من معدات وأطباء وممرضين، إلا حكومتك يا حبيبي القارئ، إذ تقتصر مهامها في هذه الظروف على طمأنة المواطنين أنّ الأوضاع تحت السيطرة وكل شيء على ما يرام ولا أحد يموت وعمره ناقص ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولأنَّ الصواريخ التي تنهال على منطقتنا ورصاص القناصين لا يمكنها إيقاف العدوى الفيروسية بنجاحٍ كما توقف عدوى التظاهر والاحتجاج، ولن تشكل غطاءً يحمينا من الموت بطرقٍ أخرى كما يظنُّ البعض، ولأنَّنا في الحدود نسعى دائماً للحفاظ على الحياة، خصوصاً هؤلاء المنضمين لعضوية الحدود، استعنّا بخبير الأوبئة والأمراض المعدية، الدكتور شكري بُصْرَت الحُليمي، ليقدم لنا ولكم بعض النصائح التي من شأنها وقايتنا من هذه الفيروس في حال وصل منطقتنا الموبوءة أصلاً.
كتب الدكتور شكري بُصْرَت الحُليمي
عزيزي القارئ، دعك من هراء الوقاية، إذا وصلنا الفيروس ما الذي سيوقفه؟ وزارة الصحة؟ تناول الطعام المطهوّ جيداً على درجة حرارة عالية وغلي الماء قبل شربه؟ إنها النهاية، لذا، واختصاراً للوقت، إليك النصائح التالية للتعامل معه أثناء عيشه بيننا وتنقله وتكاثره داخل أجسامنا إلى أن يرحل أولاده للاستقلال في جسدٍ آخر.
١. لا تغادر المنزل
انتهز تأخر وصول الفيروس إليك الآن واشترِ ما تحتاج من مواد تموينية وغذائية تكفي عدة أشهرٍ على الأقل، وقسِّمها على عدد الأيام التي ترى أنَّ مستشفيات بلادك قادرةٌ على إبقاء المصابين خلالها أحياء، وزد عليها أربعة أيام، وحين وصول الفيروس، ابقَ في منزلك وأغلق كل نوافذه وأبوابه إلى أن يموت كلُّ من في البلاد، ثمَّ انتظر أربعة أيامٍ إضافية لتهاجر منها الفيروسات نظراً لعدم وجود أي وسيلة تسلية فيها.
٢. اقتنِ بزة وقاية من الإشعاعات النووية
من المهم أن تحافظ على صحتك إن اضطررت لمغادرة المنزل، فلا تسمح لنظرات الآخرين بإثارة قلقك أو دفعك للشك بما تفعل، وعلى كل الأحوال، إن استمر العالم على هذا النحو فمن المرجَّح أن تصبح هذه البزات هي الزي الطبيعي للإنسان، وتصدُر منها العديد من الألوان والموديلات المختلفة ويزداد الطلب عليها، ما يزيد من سعرها، لتضحك أنت في النهاية لأنك حصلت عليها بسعرٍ رخيصٍ وسبقت الجميع لموضة عام ٢٠٢١.
٣. جد مصادر بديلة للطعام
إذا قاوم سكان بلادك الفيروس وبقوا على قيد الحياة لفترة أطول مما توقعت، ونفد كل مخزون الغذاء لديك، عليك أن تكون جاهزاً لتناول أي شيء، وابدأ من الآن بإضافة بعض الحشرات لوجباتك وزِد عددها تدريجياً حتى تعتاد طعمها وتستسيغه عندما لا يبقى أمامك أي خيارٍ آخر. لا تُضخِّم من الأمر، الكثير من الناس يأكلون الحشرات وحتى الكوارع في الظروف الطبيعية، بل أنَّك اعتدت أكل الشاورما بداية الشهر كمكافأة لنفسك، لذا لن تؤثر الحشرات على صحتك ولن يكون طعمها أسوأ، لذلك، يحبَّذ أن تترك الحشرات تنمو وتتكاثر في منزلك خلال الفترة القادمة دون التعرض لها أو مضايقتها، والأفضل أن تبادر أنت لتربيها، فتكسب مخزوناً كافياً منها لفترات طويلة، ضامناً في الوقت ذاته خلوّها من الفيروس.
٤. ابتعد عن المستشفيات
إذا شعرت ببعض أعراض الإصابة بالفيروس، لا تذهب كالجاهل إلى المستشفى باحثاً عن علاج؛ فعلى الأغلب أن الأطباء أنفسهم مصابون لقِدَم واهتراء بزّاتهم الواقية. ابق حيث أنت وتأمَّل خيراً، فإذا كانت لديك فرصة ضئيلة للنجاة في منزلك، ستضيعها تماماً بمجرد اقترابك من محيط أي مركز صحي، بل ربما تكون الأعراض ظهرت بسبب إنفلونزا عادية، لكن بدخولك المستشفى انتقلت العدوى إليك.
٥. امض المزيد من الوقت مع من تحب
أثبتت الدراسات أنَّ التواجد برفقة من نكن لهم مشاعر إيجابية تزيد من قدرتنا على تحمل الألم ومقاومته، لكن هذه الدراسة غير مجدية في هذه الحالة لأنهم على الأغلب سيموتون أمامك، ما سيؤثر سلباً على مقاومتك له، كما لاحظت، لا تمثِّل هذه النقطة وسيلة للوقاية من الفيروس ولا الهرب منه، إنها مجرَّد نصيحة عامة قبل أن نموت جميعاً لعدم جاهزية نظامنا الصحي المعدم لاحتواء الفيروس.