عائلة سورية تجد نفسها أمام منزلها المهدّم بعد إتمامها جولة نزوح في كافة أرجاء البلاد
٢٣ ديسمبر، ٢٠١٩
بعد نزوحهم من منطقةٍ إلى أخرى على مدار الأعوام الثمانية الماضية وتنقلهم في جميع مناطق البلاد، نازحين من حيٍّ إلى آخر ومن مدينة إلى قرية تجاورها، وجد أفراد عائلة سورية محظوظة أنفسهم أمام ما تبقى من البناية التي تضم منزلهم بالصدفة.
وكان السيد شاكر منصور وعائلته قد واجهوا مشاكل في التعرف على الحي بادئ الأمر؛ إذ لم يكن مطابقاً تماماً لما عهدوه عليه “قلَّ عدد الجثث في شوارعه بشكلٍ ملحوظ نظراً لوجود مقبرتين جماعيَّتين لم تكونا موجودتين سابقاً، فضلاً عن انهيار المزيد من البنايات وتراكم عدد أكبر من الأنقاض، عدا عن تهدّم معظم غرف المنزل نفسه وتعفيش ما صمد منها، ولم نكن لنتعرَّف عليه لولا عثور ابني على بقايا لعبة الفرد البلاستيكي الذي احترق وذاب أثناء هربنا أوَّل مرَّة”.
ويعزو شاكر عودة العائلة إلى حارتها معززة مكرمة إلى قرارها الحكيم بعد نزوحها الثالث “والمتمثل بالتنقل ضمن خطٍّ دائريٍّ لنتفادى الوصول إلى البحر المتوسط المليء بالقروش، أو لبنان المليء بجبال الثلج وجبران باسيل، ونضمن حصولنا على ماءٍ وكهرباءٍ ومدرسة ومستوصف وموادَّ تموينية وسقفٍ يؤوينا”.
وأكد شاكر أنَّ رحلة العائلة وعودتها إلى حارتها شكَّلت درساً للمستقبل “عوض القفز من منطقة لأخرى، سننزح في المرة المُقبلة لأقرب مدينة آمنة، ونبقى فيها إلى أن نُضطرّ للنزوح منها، وحينها، سنعود إلى حيِّنا حتى نجبر على النزوح مجدداً، فنغادر إلى الحي الذي نزحنا إليه أولاً أو أي حيٍّ آخر قريب، لننزح منه عائدين إلى حارتنا، وهكذا إلى أن ننفجر بصاروخٍ أو من القهر”.