أبو بكر البغدادي يتّجه في رحلة عمل للاجتماع مع أسامة بن لادن
الجنِّي ميمون كمطم - مراسل الحدود لشؤون الحياة الآخرة
٢٨ أكتوبر، ٢٠١٩
وصل أبو بكر البغدادي برفقة بعض مساعديه إلى دار شيخ المجاهدين أسامة بن لادن لحضور اجتماعاتٍ يشارك فيها عددٌ من رموز الجهاد، تهدف إلى حلِّ الإشكالات بين التنظيمين، والتباحث بمستقبل الإرهاب في المنطقة وإيجاد سبل لتطوير الأحزمة الناسفة والمركبات المُفخَّخة.
ويجد البغدادي نفسه مضطراً لطلب مشورة أستاذه السابق وعدوِّه اللدود أسامة بن لادن، رغم تألُّقه في عالم الإرهاب والتفوَّق الذي ميّز مطلع مسيرته المهنيَّة كخليفة، حتّى على معلِّمه ذاته، وذلك نتيجة فشله بتقدير حجم العقبات التي تضعها الولايات المتحدة أمام الخلفاء المبدعين، ممَّا أدَّى لسقوطه بنفس السرعة التي تسلَّق فيها سلَّم النجاح، ولم يعد أمامه أحدٌ يملك خبرةً واسعة في التعامل مع الأمريكيين وباعاً طويلاً في وسائل محاربتهم للخلفاء سوى بن لادن.
ويرى البغدادي بأن من الضروري أن يتجاوز خلافاته مع بن لادن (نقصد هنا جمع خلافٍ وليس خلافة؛ فواحدٌ منهما فقط أصبح خليفة، الأمر الذي شكَّل أساس الخِلاف بينهما)، معترفاً بأنَّ رأي بن لادن القاضي باقتصار نشاط التنظيم على أن يعيث في الأرض فساداً دون الاستعجال بتشكيل دولة وخلافة هو الصواب الذي كان سيطيل عمر داعش، متمنياً ألَّا يستغل الأخير الموقف ليسخر منه ويذكِّره بكلِّ مرَّة نصحه فيها، خصوصاً وأنَّهما سيبقيان سويةً إلى الأبد، وأن يركِّز على استحداث آليات عملٍ جديدة تمحو فشل استراتيجية كلٍّ منهما.
ومن وجهة نظر البغدادي، تعتبر رحلات العمل التي يخلط فيها الجِدَّ بالمتعة والاسترخاء الأكثر إنتاجية، خصوصاً بعد معاناته طيلة الفترة الماضية من ضغوطات في العمل وقلَّة في الجواري، مؤكِّداً أنَّ بن لادن هو خياره الأوَّل للترفيه أيضاً.
على الأرض، اعتبر مناهضو داعش رحيل البغدادي انتصاراً لهم ضدَّ الإرهاب، في حين أكَّد أتباع التَّنظيم ومحبوه أنَّ موت الأفراد لا يثير قلقهم حتَّى وإن كانوا خلفاء، مشيرين إلى أنَّ قتل الأشخاص فكرة، والفكرة لا تموت.
يذكر أنَّ أسامة بن لادن كان قد وجَّه دعوةً للبغدادي لعقد اجتماعٍ في جهنَّم خلال أيَّار الماضي، إلا أنَّ الخليفة آثر آنذاك الاختباء والتخطيط لمستقبل التنظيم قبل رحيله.