تغطية إخبارية، خبر

مبارك يعتقد أن بإمكانه الظهور كبطل لمجرد أن الرئيس الحالي هو السيسي

Loading...
صورة مبارك يعتقد أن بإمكانه الظهور كبطل لمجرد أن الرئيس الحالي هو السيسي

تجرَّأ الرئيس الخالد السابق المخلوع حسني مبارك على الظهور للحديث عن ذكرياته في حرب أكتوبر، آملاً أن يستثير مشاعر الشعب المصري ويظهر أمامهم كبطل مغوار، لا لشيء سوى أنَّ الرئيس الحالي هو سيادة الرئيس الدكر عبد الفتاح نور عينينا السيسي.

وكان حسني قد تابع مؤخراً صفحات تواصل اجتماعي مخصصة للاعتذار منه، فضلاً عن رصده آراء عديدة تدافع عنه وعن حقبته، وهو ما شجَّعه على الظهور مجدداً مع وقار الشيْب وشخصية البطل الحكيم المخضرم، يُطرب أسماع المواطنين بالحديث عن انتصارات مصر في وقت تراجعت فيه قوتها حتى صارت عاجزة عن الوقوف في وجه إثيوبيا. 

ويراهن حسني على أن شعبيته ستكون أكبر مما كانت عليه في أي وقت مضى، إذ إن هناك جيلاً يافعاً لم يترترع في كنفه كرئيس. جيلٌ لم يشهده وهو يتقدَّم زعماء العالم في محادثات واي بلانتيشن، جيلٌ لم يسمع عبارات بليغة مثل “أن تكون رئيس مصر هي إرادة شعب” و”مصر ليست ضيعة لحاكمها” أو “إنني لم أكن أنتوي الترشُّح”، جيل كبُر وهو يعتقد أن كل رؤساء مصر على شاكلة السيسي.

وبحسب محللين، فإن هذا التوقيت هو الأنسب لظهور حسني، لأن لا أحد غيره قادرٌ على فعل ذلك، ليس هناك إلا هو والسيسي، الباقون كلهم معتقلون أو مخفيُّون أو مهاجرون. لا خيار أمام الناس إلا المقارنة بينهما، وبالتأكيد سيكون هو الرابح. 

وحثَّ المحللون محبي السيسي على الفرح بعودة حسني، لعدم وجود فروقات جوهرية بينهما؛ فكلاهما من خلفية عسكرية، وكلاهما حاربا الإرهاب، إلا أن حسني يتفوَّق عليه بالقدرة على نطق جُمل كاملة بأفكار مرتبة وخطابات تصلح للنشر، لا يضطرُّون بعد سماعها للحاق بالناس على صفحات الميمز والدفاع  عنه وهم يشعرون في قرارة أنفسهم بالخزي. 

يذكر أن بالإمكان اعتبار أي شخص بطلاً لمجرد أنه ليس السيسي، إلا أن حسني تحديداً، رغم مشاركته في حرب أكتوبر، يستحيل اعتباره بطلاً، ليس لأنه جثم على صدور المصريين ٣٠ سنة، ولا لأنه اضطرَّهم لخلعه في ٢٥ يناير، ولا لأنه أُدين بالسرقة، ولا لفشله في تطوير الدولة، لا، بل لأنه تسبَّب بانحدار معايير الرئاسة لدرجة أن شخصاً مثل السيسي تولّى سدتها.

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.