تغطية إخبارية، خبر

الحكومة اللبنانية تتنفس الصعداء كونها لم تعد مضطرة لصيانة طوافات الإطفاء

Loading...
صورة الحكومة اللبنانية تتنفس الصعداء كونها لم تعد مضطرة لصيانة طوافات الإطفاء

تنفَّست السلطات اللبنانية القويَّة الصعداء أخيراً بعد أن عانت الأيام الماضية من أزمة حرائق الغابات، والتي انقضت على خيرٍ بخمود النيران وتفحُّم الأشجار تماماً، ولم تعد مضطرَّة لصيانة طوَّافات الإطفاء.

وأصدرت الداخلية اللبنانية بياناً أكَّدت فيه أنَّ صيانة الطوافات الآن تعدُّ تبديداً للمال العام “لا نحتاجها أبداً في ظلِّ وجود الدفاع المدني والجيش والصليب الأحمر والمواطنين والأصدقاء والأشقاء القبرصيين واليونانيين والأردنيين والمطر، كما أنَّه من المستبعد أن تنشب حرائق أخرى قريباً نظراً لاحتراق كل ما هو قابلٌ للاشتعال؛ فنموُّ هذه الأشجار ثمَّ جفافها واحتراقها مرَّة أخرى سيستغرق سنوات عديدة”.

ونفى البيان تُهم التقصير التي وُجِّهت إلى السلطات “عليكم لوم جمعية أخضر دايم التي وهبتنا هذه الطوافات دون أن تتكفَّل بصيانتها، بل وأعطتنا إياها لنتورَّط نحن بتخزينها أيضاً. لقد تعلَّمنا الدرس ولن نستقبل منهم تبرُّعاتٍ منذ الآن فصاعداً، والطائرات الموجودة حالياً سنفكِّكها ونبيعها كخردة”.

وأشار البيان إلى أنَّ حرائق الغابات حدثٌ طبيعيٌّ يمكن أن تتعرَّض له أي دولة في العالم “وكلُّ من يتَّهمنا بالتقصير إما جاهلٌ أو مُغرض، فحتى الأمازون بعظمتها احترقت. الحرائق تنشب لظروف بيئية خارجة عن سيطرتنا ولا يمكننا الحدُّ منها، إلا إن تركنا أشغالنا وأمضينا الوقت نتجوَّل في الأحراج نقلِّمها من الأعشاب اليابسة، في حين ركَّزنا جهودنا ومواردنا المحدودة على ما هو أهم، وعقدنا اجتماعاً للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، واتصلنا مع عدد من الدول لإرسال طوافات وطائرات إضافية لإطفاء الحرائق، وحتى الرئيس طلب فتح تحقيق في ما جرى”.

وهنَّأ البيان المواطنين على مرور الأزمة “أما المواطن الذي توفِّي فقد مات نتيجة الإجهاد نظراً لمعانته من مشاكل في القلب، ولم يُجبره أحدٌ على المشاركة بإخماد الحريق، ومن أصيب فليشكر ربَّه أنَّه لم يمت، وأنَّه سيعيش يوماً إضافياً لا نبدِّد فيه أموالاً على صيانة طائراتٍ لا فائدة منها”.

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.