لايف ستايل، خبر

متخلِّف لا يزال يستمع لأغانٍ عربية. إيييووو

فؤاد برنص - مراسل الحدود لشؤون الانفتاح والتخلّف

Loading...
صورة متخلِّف لا يزال يستمع لأغانٍ عربية. إيييووو

في معرض رصده لحالات التخلّف والانفتاح في عالمنا العربي الحبيب، تعثَّر مراسل الحدود، الأستاذ فؤاد برنص بـ.. إيو، عثر على.. ممم كيف نقولها، عثر، بصراحة، على شاب.. يعع .. شاب مُتخلِّف.. ما زال يستمع لأغانيَ عربية!

إيو 

جلس شابٌ بجانبي في الحافلة، وفجأة سمعت صوتاً خافِتاً لعمرو دياب، قلت لنفسي عادي، قد يكون مصدر الصوت هاتف طفل جاهل لم يكتمل نموه العقلي بعد، قبل أن أتفاجأ بالشاب الجالس بجانبي يقول “ألو”، لأكتشف حقيقة أنّ الصوت صادر من سماعته وأنّه استخدم أغنية “عربية” كنغمة رنين، وعندما استفقت من الصدمة بعد إنهاء الشاب مكالمته، لمحت شاشة هاتفه لأكتشف أنّ لديه قائمة ممتلئة حتّى آخرها بالأغاني العربية! 

جهل أم تخلّف؟

لم تقف حالة القشعريرة والاشمئزاز التي أصابتني أمام فضولي الصحفي، فراقبته طوال الطريق؛ هيأته عادية، ملابسه طبيعية، وحملُه للكتب الجامعية يعني أنّه ليس أميّاً، أين المشكلة إذن؟ هل هو تخلّف حضاري؟ هل يعيش في منطقة نائية لم تصلها الحداثة والإنترنت والثقافة وأغاني بينك فلويد؟

حاولت أن أجد له المبررات، وتذكرت نفسي أيام المراهقة والجهل، عندما كنت أسمع أغاني روبي وتامر حسني وأم كلثوم، ولكنّنا نعيش في القرن الحادي والعشرين يا الله، ومن غير المعقول أن لا يكون هذا السيد قد تعرّف على شخص مثلي يمتلك ذوقاً موسيقياً رفيعاً، أو سمع مقطعاً في فيلم أو حتّى مرّت عليه أغنية مُحترمة بالخطأ على اليوتيوب وغيرت مفاهيمه عن الموسيقى.

حالة فردية أم اجتماعية؟ 

يحتاج الموضوع إلى دراسة مُعمّقة ولا أستطيع شخصياً الحكم على مجتمع كامل من خلال هذا الشاب، خاصة مع اقتصار تجربتي عليه، إذ يستحيل على أصدقائي ومعارفي أن يسمعوا أغانيَ عربية، نعم، قد يكون حالة فردية؛ ولكن بنظرة فاحصة سنلحظ استمرار وجود مغنين عرب أثرياء، فضلاً عن عدد مشاهدات أغاني فيروز على اليوتيوب، لنكتشف أنّ هناك عدداً هائلاً من الناس، بمختلف الأطياف الاجتماعية والطبقات الاقتصادية، لم يتطوَّروا بعد، حتّى أنّ الشركات العملاقة بدأت تستخدم المغنين العرب في دعاياتها، ممّا يعني أنّنا أمام مؤشرات خطيرة تشي بأزمة حقيقة، قد تكون مستعصية على الحل. 

شعورك تجاه المقال؟