لايف ستايل، خبر

سائق حافلة مُتهوّر يعرِّض الركاب لبرنامج إذاعي صباحي

Loading...
صورة سائق حافلة مُتهوّر يعرِّض الركاب لبرنامج إذاعي صباحي

تحطَّمت نفسية عشرات الركاب صباح اليوم، وأصيب آخرون بضيق تنفس وتوتُّر الشديد، عقب تعريضهم لبرنامج إذاعي صباحي من قبل سائق الحافلة المتهوِّر فتحي زُنبق، فيما فضَّل آخرون التخلّي عمَّا دفعوه من أجرة والذهاب إلى وجهتهم سيراً على الأقدام. 

مراسلنا الذي كان في ذات الحافلة، خصَّنا بالتفاصيل المروّعة لذلك الصباح الزفت بصوت المذيعة وزميلها وضيوفهما، والذي لم ينجُ منه سوى ثلاثة كانوا يستخدمون سمَّاعات الأذن. 

البداية الأليمة

“صباح الخير” “صباح الوطن الجميل”، “صباح اللي بتغني هاهاها”، هكذا داهمت المذيعة صوت فيروز، قبل أن يرقع زميلها المذيع ضحكة مجلجلة اهتزَّت لها أركان الباص وركَّابه، وحتّى سائقه، الذي عرَّض الباص بمن فيه لهذا الموقف، دون أن يرفَّ له جفن أو يسارع لتدارك الموقف بإغلاق المذياع.   

شهادات شخصية

لم تكن سماح، ذات العشرين ربيعاً، تعلم أنَّ نسيانها لسمَّاعات الأذن الواقية من البرامج الإذاعية، سينتهي بكارثة كهذه “استمرَّت المذيعة باختراق طبلتيِّ أذني عشر دقائق دون انقطاع؛ تارةً تضحك على نكتة سمجة لزميلها، وأخرى تلقيها بنفسها لتضحك عليها، قبل أن تستقبل مكالمة مع شاب يُحييّها على خفَّة دمها، وآخر يصبِّح على القائد وزوجته القائدة واُمِّه وأبنائه ويشكرهم على سطوع الشمس، ثم بدأت فقرة الأغاني الوطنية الحماسية وكأنَّنا في طريقنا إلى الجبهة“.

المواطن عادل، الذي استقلَّ الباص المشؤوم برفقة زوجته نِهاد، قال “وجودها إلى جانبي كان يقوِّيني؛ كنت أربِّتُ على كتفها وأُمسِّد شعرها، وأخبرها بأنّ كل شيء سيكون على ما يرام، رغم عدم إيماننا بما أقول. واسينا بعضنا ورسمنا عالماً بلا باصات ومذيعين ومذيعات وإذاعات، حيث الأغاني الجميلة والهدوء والأمان المُطلق، متمنين أنَّ تكون معاملة الحصول على قرض لشاء  سيارتنا الخاصة على وشك الانتهاء”.

من جانبه، تشبَّث الطفل هاني بأمه وشرع بالبكاء حين قرَّبت المُسجِّل منه، لاعتقاده بأنني أعمل في ذات الإذاعة.

إلى متّى؟

سائق الباص، المذيعون، المُتَّصلون، المال السائب؛ كلّها عوامل اجتمعت لخلق حادثة، شكّل الاستهتار عنوانها الرئيسي، ويبقى السؤال مفتوحاً: من الذي سمح بتعكير مزاج شعب كامل؟ من المخوّل بوضع حدٍّ لكل هذا؟ وهل سنشهد انبعاث يوم تُحترم فيه ساعات الصباح الباكر؟ 

شعورك تجاه المقال؟