طفل يغيظ والده بعدِّ نقود العيديَّة التي أخذها منه

رشَّ الطفل معتز الزرابيق الملح على جراح والده الاقتصادية وضيّع عليه أي فرصة ليهنأ بالعيد، بعد أن وقف أماهه مختالاً بملابس العيد الجديدة التي أنفق عليها ثلث راتبه، وراح يعدُّ نقود العيدية التي أخذها منه قبل لحظات.

ولم يكتف معتز بعدِّ النقود وهو يلوي رقبته جانباً بكل دلع، بل عدّها ورقة ورقة، ببطء، وبصوت عال، ثم وضعها في جيب القميص وربّت عليها هانئاً مطمئناًً، وجلس أمام أبيه ينظر إليه، بكل ما أوتي من تمسحة وانعدام إحساس، نظرة فرح وسعادة، قبل أن يقف ويسحبها ويعدّها مرة أخرى، ويخربط بالعدّ مثل الأطفال، ليعيد العملية من البداية.

وقال والد معتز، حسام الزرابيق، إن ابنه تمادى في فعلته إمعاناً بإثارة غيظه “وكلّما جاءنا زوار أو ذهبنا لزيارة، أخرج العيدية ومارس فعلته، ليضحك الناس ويخروجوا محافظهم ويعطوه المزيد من النقود، فعلاً، النقود تجرُّ النقود، أما أنا، الله يلعنني ويلعن عيشتي، لا أكاد أخرج قرشاً حتى يتهافت علي الجميع لأخذه مني”.

وأكد حسام أنه كان ليغفر لمعتز فعلته لو أظهر بعضاً من التضامن معه وأحضر ولو ربطة خبز “لكن لا، قليل الوفاء هذا يفضل شراء الشوكولاتة والمصاص والبسكويت والألعاب؛ حسناً، من الآن فصاعداً، سيدفع ثمن مبيته في البيت والخدمات التي اعتاد أن أقدمها له بالمجان، أو أستعيد نقودي بلعب المونوبولي معه على نقود حقيقية، أو أحضر له كتاب رياضيات في العيد المقبل بما أنه يحب العدّ كثيراً”.