تغطية إخبارية، خبر

القادة العرب يتغيبون عن جنازة السبسي كي لا يساور الشك شعوبهم بأنهم متفقون مع إصلاحاته

Loading...
صورة القادة العرب يتغيبون عن جنازة السبسي كي لا يساور الشك شعوبهم بأنهم متفقون مع إصلاحاته

تغيَّب معظم القادة العرب عن جنازة الرئيس التونسي الراحل باجي قايد السبسي، تجنباً لحدوث سوء فهم مع شعوبهم، فيساورهم الشك بأنهم يتفقون كزعماء مع إصلاحاته وحزينون على رحيله.

ويقول الخبير الدولي لشؤون التأييد والناطق باسم جميع القيادات، لأنهم جميعاً على رأسه وعينه، ناجي بن عمّو، إن قرار القيادات عدم الحضور عين الصواب “فالسبسي، ورغم أنه كان رئيساً ومحسوباً على القيادات العربية، إلا أنه، رحمه الله، خبّص كثيراً؛ إذ خرج علينا بمساواة الأنثى مع الرجل بالميراث، وأكد على علمانية تونس، قبل أن يختم مسلسل سقطاته بالموت، دون أن يكمل ولو فترة رئاسية واحدة”. 

وأضاف “من الأفضل أن تبقى القيادات على عهد الشعوب بها، إذ من السهل عليها أن تسيء الفهم، كما أن ذاكرتها خفيفة، ومن الممكن لهفوة واحدة بسيطة مثل حضور جنازة أن تتسبب بنسيان كل ما ربيناها عليه أو تتزعزع ثقتها بنا، ولن نتمكن بعدها من معالجة الخلل إلا بحملات أمنية وجيوشٍ وقمع”.

وبين ناجي أن ذهاب القادة إلى الجنازة يعني وقوعهم في مرمى عدسات وكالات الأنباء “صورة جلالته خلال الجنازة، ولون قميص فخامته، وحزن سيادته على الفقيد، وهكذا إلى أن تنبته الشعوب إلى موت السبسي، فيشرعون بالبحث عن حياته وإنجازاته وتبدأ المقارنات بين قادتهم وبينه، أما بغيابهم، فلن ينتبه لوفاته أحد، ويكون قد حكم لفترة قصيرة وأساء ومات وكأنّ شيئاً لم يحدث. وإن جاء ذكره، فسيكون من قبل الذباب الإلكتروني الذي يؤدي دوره بتكفير وتشويه صورته”. 

وأكد ناجي أن إرسال مسؤولين من الدرجة الثانية والثالثة كثيرٌ على المرحوم “فهو لم يكن قائداً حقيقياً؛  جاء على الحكم عبر صناديق الاقتراع، وأي وزير خارجية أو موظف دولة كان سيفي بالغرض. ليحمد ربه أننا لم نرسل له واحداً من خدمنا، لأنه، كخادم للشعب، لا يختلف عنهم بشيء”.

شعورك تجاه المقال؟