لايف ستايل، خبر

المسيحيون يخسرون حقهم بالتعالي على المسلمين بوصفهم الأكثر انفتاحاً وحضارية

Loading...
صورة المسيحيون يخسرون حقهم بالتعالي على المسلمين بوصفهم الأكثر انفتاحاً وحضارية

خسر المسيحيون حقَّهم بالتعالي على المسلمين، والادعاء بأنّ أيّ مسيحيٍّ يُعدُّ أكثر تحضُّراً وانفتاحاً من أفضل مسلم، ولم يعد بمقدورهم انتقاد تعصُّب المسلمين وعدم تقبِّلهم أي انتقادٍ لمعتقداتهم أو مخالفتها، وذلك بعد رفضهم إقامة حفلٍ لفرقة مشروع ليلى.

وبعد عقود مضت تربَّع خلالها المسلمون على عرش سمعة التطرُّف وعدم تقبِّل أيَّ اختلاف، وتهميش مساهمات الطوائف المسيحية ومتشدِّديها، هدَّد مسيحيو لبنان أعضاء الفرقة بالقتل عقب منعهم من إقامة الحفل، كما اتهموهم بتحريف الإنجيل والسخرية منه، ولم يتركوا شيئاً انتقدوا المسلمين عليه سابقاً إلا وفعلوا مثله.

وأعرب الشاب رينيه أبي جيرارد عن خيبته ممَّا آلت عليه الأمور “لم نألف هذا الأسلوب من قدِّيسينا؛ لطالما شعرنا بالفخر بمسيحيَّتنا وقُدرَتنا على ترك مسافة بيننا وبين باقي سكان المنطقة، حتى أنَّنا توقفنا عن التعريف بأنفسنا أنَّنا عرب كي لا يعتقدنا العالم من (أولئك) العرب المتخلِّفين. وا أسفاه”.

من جانبها، اعتبرت السيدة سونيا طنباح الحادثة برمِّتها مجرَّد مطبٍ صغير، لا يمسُّ تفوُّق المسيحيين بأي شكل “ما زلنا أفضل منهم بمراحل، ويبقى عيدنا أجمل وأكثر بهجةً من عيدهم؛ إذ نوزِّع فيه الهدايا المغلَّفة بزينة بهيجة عوض الأموال لأنَّنا متحضِّرون، كما نتناول الكوكيز مع الحليب صباحاً، وليس عجينة محشوَّة بالتمر وكأنَّنا خرجنا للتوِّ من الصحراء”.

في السياق ذاته، شدَّد رئيس المجلس الكاثوليكي للإعلام، الأب عبدو أبو كسم*، على ضرورة أن توازن المسيحية بين الانفتاح والتشدد “وإلا سنصبح كمسيحيِّي الغرب؛ نترك مبادئنا وأصالتنا تماماً، ونتنصَّل منها وكأنَّنا لسنا مُكوِّناً أصيلاً في هذه المنطقة”.

وأضاف “تخلُّف إخوتنا المسلمين منحهم أفضلية ممتازة أتاحت لهم منع أي كان من التعرِّض لهم أو السخرية من معتقداتهم خشية ردود أفعالهم، لذا، إن غفرنا للجميع وتركناهم على راحتهم سيتمادون حتماً كما فعل أعضاء فرقة مشروع ليلى، ما يفرض علينا تذكير الناس بين الحين والآخر بوجودنا وثقلنا وقدرتنا على التشدِّد أكثر من المسلمين أنفسهم، وليعلم الجميع أننا عندما نتسامح إنما نفعل ذلك باختيارنا، لأنَّنا متحضِّرون ومتفتِّحون”.

*الاسم حقيقي

شعورك تجاه المقال؟