تغطية إخبارية، خبر

قصة حب: ١٩ عاماً من الفراق تنتهي اخيراً

سهير زغنون - مراسل الحدود لشؤون الفراق والوجد والهيام

Loading...
صورة قصة حب: ١٩ عاماً من الفراق تنتهي اخيراً

في الوقت الذي يظنُّ فيه البعض أنَّ العالم المتوحش الذي نعيش فيه لا يتسع لقلبين يخفقان بالعشق، وفي ظلِّ ادعاءات فيروز بأنّ الوقت يقتل الحب، وافتراءات أم كلثوم على الحب بوصفه مجرد صرح من خيال يهوي ويُمسي خبراً بكل بساطة، يأتي السلطان قابوس معيداً الأمل إلى القلوب الكسيرة، بإنهائه فراقاً استمرَّ تسعة عشر عاماً مع إسرائيل.

سحر البدايات

بدأت القصة عام ١٩٩٤، حين التقت عينا السلطان بعيني رابين للمرة الأولى في قلب مسقط: نظرة، فابتسامة، فإعجاب، فتبادل لأطراف الحديث، فتبادل تجاري. إنه الحب، الحب الذي يحوِّل العالم كله إلى هامش عديم المعنى. لم يكترث قابوس بآراء الشعوب التي لم تتفهم تلك المشاعر، ولم يعنه السباق المحموم بين القادة العرب الآخرين على قلب إسرائيل، حتّى أنّه لم يكترث لاغتيال رابين نفسه فيما بعد، واتبع ما يمليه عليه قلبه ليعيش أياماً ملؤها الهوى والصفاء. 

وافترقنا

ككلّ قصص الحب الخالدة، لا يترك القدر عاشقين على حالهما، والشيطان يكمن بالتفاصيل، تفاصيل سخيفة تُشعل الخلاف في علاقة عمرها ٦ سنوات، فيؤلِّب الفلسطيني الخليل على خلِّه بإشعال الانتفاضة، ونشر صور تحرِّض السلطان على أحبائه، أشلاء من هُنا، وصور لمحمد الدرَّة يحتضر في حضن أبيه من هناك. العالم كلّه يقف في وجه الحبيبين، حتى اضطر قابوس إلى الدوس على قلبه وقطع علاقته بإسرائيل.  

وليس لنا في الحنين يد

رغم الوجد، ظلّت نار الحب متقدة، فهي أقوى وأكبر من كل القضايا ودعوات المقاطعة وآراء الشعوب الرجعية. ولأن العرب بطبيعتهم لا يفقهون لغة الحب، حاول قابوس الحفاظ على سريّة العلاقة والحنين يعتصره ويحرِّضه على إعلانها. ومع جاذبية إسرائيل الطاغية ورغبة دول عديدة في مصاحبتها، تساءل قابوس العاشق: ماذا لو سبقتني السعودية وأغوت حبيبتي؟ 

أثر الفراشة

كان مؤتمر البحرين الشرارة التي أجَّجت العلاقة ومهدت لعودتها مجدداً إلى العلن، التقت العيون، وتصافحت الأيدي واشتعل الحنين، ومُذ رأى الوفد البحريني مع رجال الأعمال الإسرائيليين، مرَّ شريط الذكريات السعيدة في مخيلة قابوس دفعة واحدة، الزيارات المتبادلة والضحكات والعلاقات التجارية،  والأحاديث الحميمة، فقال: سحقاً للروابط التاريخية واللغة المشتركة، سحقاً للابتزاز العاطفي العربي الذي أبعدني عمن أحب.

الحب مثل الموت وعد لا يرد ولا يزول

سَطَّر السلطان قصة حب ألهمت العشاق في كل بقاع الأرض، وأعلن بقلب ولهان انتصاره على العادات البالية موجهاً رسالته للحبيب “وكفاية أصحى على ابتسامتك بتقلي أعيش”.

شعورك تجاه المقال؟