تغطية إخبارية، الحدود تسأل والحدود تجيب

كيف أتحدّث عن الهولوكوست دون أن أُتهم بمعاداة السامية وأُطرد من العمل؟ الزميل مصعب يسأل والحدود تفصله من العمل

Loading...
صورة كيف أتحدّث عن الهولوكوست دون أن أُتهم بمعاداة السامية وأُطرد من العمل؟ الزميل مصعب يسأل والحدود تفصله من العمل

يخطر ببال العديد من الصحفيين أسئلة خطيرة، مثل: هل يمثل داعش الإسلام؟ ما لون ملابس الزعيم الداخلية؟ هل يحق للمثليِّين الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات؟ لكن هذه الأسئلة، على خطورتها، تترك للصحفي هامشاً ضئيلاً للنجاة، وقد يحالفه الحظ فيما بعد ويحظى بلجوء إنساني لدى الأجانب.

إلا أن أخطر هذه الأسئلة، والتي من شأنها أن تودي بحياة الصحفي المهنية في أي بقعة من العالم، ذلك الذي  خطر ببال زميلنا مُصعب شقّوم، الذي لملم أوراقه وأقلامه وكوب قهوته وكتاب فصله وغادرنا صباحاً.

تساءل مصعب بكلِّ سماجة؛ كيف أتحدَّث عن الهولوكوست دون أن أُتهم بمعاداة السامية وأُطرد من العمل؟ فاضطرت الإدارة لفصله، برفقة حسن الذي كان مسؤولاً عن تعيينه، وارتئينا نشرَ كتاب فصل المدعو مُعصب ليكون عبرة لغيره من الصحفيين.

الزميل السابق، السيد مُصعب شقّوم،

من المعروف تاريخياً أنّ عواقب سؤاليْ “كيف” و”لماذا” وخيمة، وتساهُل الإدارة مع حضرة جنابك بسماحها لك كتابة مقاليْ “كيف أُنظّف أسناني؟”، و”لماذا يلبس ترودو جواربَ ملوَّنة” لا يعني أن تخوض غمار الهرطقة والتجديف وتفتح علينا أبواب جهنَّم بسؤالك عن الهولوكوست، ألا يكفيك ما يعانيه نتنياهو من آلام الذاكرة حتى تأتي أنت لتُقلّب عليه المواجع، أم أنك تريده أن يُنفِّس غضبه بأهالي غزة؟

لا تُمانع الإدارة الحديث عن أكبر جريمة في تاريخ البشرية الحديث والقديم والمعاصر والمستقبلي، ولكن عليك أن تعي الآداب المعتمدة عالمياً عند الحديث عن الهولوكوست، وهي في غالبها آدابٌ للاستماع، فحين تسمع تلك الكلمة، اشرع بالبكاء، لا تسأل، لا تُفكِّر، إن مجرد تفكيرك يعدُّ مُعاداة للساميَّة، فما بالك بالأسئلة؟ لم يبق سوى أن يجرَّك عقلك المريض في النهاية إلى الوقوع في شرك التساؤل إن كان للنازية ضحايا غير يهود.  

كان عليك يا سيد مُصعب بذل مجهود أكبر في متابعة أفلام هوليوود أو العودة إلى المراجع التي جهدت الحركة الصهيونية في توثيقها قبل طرح السؤال وتوريطنا بالحديث عنه. أمثالك لا يستحقون الطرد فحسب، بل عليهم دفع تعويض لعائلات الضحايا وبناء مستوطنات لهم.

انقلع، ولا ننصح بتوظيفه.

المدير العام، أبو صطيف بكر علي أحمد اللوز.

*ملاحظة: تعتذر شبكة الحدود عن أيِّ كلمة جارحة وردت في التقرير ونأمل أن تتفضل إسرائيل بإرسال رقم بنكيّ لتعويضها عن الحماقة التي اقترفها الزميل، السابق، المفصول، الأبله، مُصعب.

 

 

شعورك تجاه المقال؟