الليبيون يدعون إلى تنظيم التدخُّل الأجنبي في بلادهم بالدور تجنُّباً للفوضى
بلال المبوَّخ - مراسل الحدود إلى دويلات ليبيا
٠٩ أبريل، ٢٠١٩
تعالَت أصوات ليبية تطالب الإمارات وقطر وإيطاليا وفرنسا والسعودية وروسيا ومصر وتركيا والولايات المتحدة بتنظيم تدخُّلها في شؤون بلادهم ونهب مواردها من خلال الالتزام بالدور؛ للحيلولة دون تفاقم حالة الفوضى* التي تعيشها ليبيا.
ويعاني الليبيون حالةً مضاعفة من عدم الاستقرار؛ إذ تتهافت عليهم العديد من الدول لاستغلال حالة عدم الاستقرار التي يعيشونها، بعد حالة عدم الاستقرار والفراغ السياسي التي تلَت خروج الشعب إلى الشوارع مطالبين برحيل القذافي نتيجة حالة الاستقرار في القاع التي سادت في عهده لبضعة عقود.
ويطالب الليبيون المجتمع الدولي بالتحضُّر والوقوف في الطابور بلاهمجيَّة، داعين الدول المُتدخِّلة إلى التعلُّم من تجربة سوريا، حيث توزَّعت الأدوار بين المتدخِّلين بالتساوي والتراضي ضاربين أروع الأمثلة في التنسيق رغم اختلاف المطامع. كما أكدوا أنَّ ليبيا تُمثِّل مجموعة بلدان محترمة تستحقُّ أدنى درجات التنظيم، وليست مقصف مدرسة يتدافع عليه الجميع مرةً واحدة.
من جانبه، اقترح المُحلِّل الاستراتيجي الليبي عثمان المقروط استلام الأمم المتحدة مهمة تنظيم الدور “ليقف ممثِّلوها على الحدود الليبية ويمنحوا كلَّ دولة بجيشها ودبلوماسييها رقم دخول يوضع على شاشة كبيرة يراها الجميع، وعندما يأتي دور إحداها، تدخل وتسرق حاجتها من النفط والثروات وتنقلها إلى أراضيها ثم تعود مجدداً إلى ليبيا لتصطف في نهاية الطابور. وبإمكان سياسيي مصر التواجد دائماً للملمة ما يُسقطه جنود الدول الأخرى أثناء تنقُّلهم، كما يستطيع المسؤولون الليبيون، كلٌّ في منطقة نفوذه، استخراج الموارد وإعطاء كل دولة متدخِّلة نصيبها دون أن تتكبَّد عناء كبيراً”.
وأضاف “يجب أن نسعى جاهدين للعودة إلى أيام الاحتلال الإيطالي التي تميزت بنظام نفتقده اليوم، حيث كانوا يتمتَّعون بروح مسؤولية عالية، وأشرفوا بأنفسهم على نهب موارد البلاد دون الحاجة إلى وكلاء ليبيين”.
*فوضى: من فوَّض، وهي الحالة التي تنتشر بعد أن يفوِّض الجيش نفسه للحفاظ على سلامة المواطنين من أنفسهم وقراراتهم المتهوٍّرة، كانتخابهم رئيساً بصورة ديمقراطية.