دليل الحدود للسيطرة على اليميني المتطرف في داخلك قبل أن يفضح تياستك ويبرِّر هجوم نيوزيلندا
١٧ مارس، ٢٠١٩
تعرَّضنا في الأيام الأخيرة لآراء عدد من العرب الذين اعتبروا أنَّ السبب الرئيس لارتكاب جريمة المسجدين في نيوزيلندا وجود الضحايا هناك، والذي استفزَّ الرجل الأبيض المسكين برنتون تارنت، ليدخل في ثورة غضبٍ استمرَّت لعامين خطَّط خلالهما لهجومه.
ورغم أنَّ هجرتهم إلى نيوزيلندا تعتبر السبب المباشر لوجودهم في المسجد المستهدف في ذلك الوقت تحديداً، وأنهم لو لم يغادروا بلدانهم لقضوا بغزو أجنبي أو قذيفة أو شظايا صاروخ أو لغم أو اختطفتهم جماعة إرهابية أو ماتوا بأمانٍ وهدوء من الجوع، لكن ذلك، عزيزي التَّيس، لا يعني تحميلهم مسؤولية ما جرى لهم.
ولعِلمنا بمدى صعوبة إقناعك بذلك من خلال أدوات تقليدية كالحُجَّة والمنطق؛ استعنَّا بخبير الحدود في العلاقات العامة والبراندينغ، زهير المخشآتي، ليحول دون تعبيرك عن رأيك على الأقل، يا رب.
١. فكِّر
أثبت العلم أنَّ التفكير قبل قول شيء ما يساعد على إيجاد معنى له، ويسهم في التراجع عن الكثير من الآراء الكندرة قبل البوح بها. لا نطلب منك إجراء أيِّ بحثٍ لتدعيم رأيك بأدلة، نحن نعلم استحالة هذا الأمر؛ لأنك لو كنت قادراً على فعل ذلك لما احتجنا أن نكتب مقالاً لحضرة جنابك.
٢. توقَّف عن كونك عاهر انتباه
أنَّ تكون تيساً + عاهر انتباه يُفرز خليطاً خطيراً. ولتُحصِّن نفسك من التبعات المترتبة على كونك شخصاً من هذا النوع؛ اسأل نفسك عن الهدف الذي تنشده من التصريح برأيك، إذا كان أوَّل ما يخطر ببالك هو خلق ضجة وحصد اللايكات، اجبر نفسك على التوقف؛ إذ من الطبيعي مرور أحداثٍ دون أن تُعلِّق عليها وتنوِّرنا بآرائك حولها.
٣. القِ نظرةً على اليمين المتطرِّف
طالع أخبار ترامب وماري لوبان أو بولسونارو وصورهم وتصريحاتهم. هل تودُّ أن تكون مثلهم؟ أتحب أن تتماثل صورتهم في مُخيِّلة أي شخص يسمع اسمك ويقرأ منشوراتك؟ ألا تمتلك أيَّ احترامٍ لذاتك إلى هذه الدَّرجة؟
٤. تذكَّر عواقب الحب من طرف واحد
هل رأيت شخصاً يحب آخر من طرفٍ واحد ويشعر بالسعادة؟ تجاوز مشاعرك تجاه البيضِ وتوقَّف عن تقديسهم؛ فهم، إن كانوا يؤمنون بما تروِّج له، سيرفضونك. وتذكَّر، كلما أردت نشر رأيك، انظر في المرآة ولاحظ سُمرة بشرتك ولون عينيك، لتكبح جماح مشاعرك تجاه اليميني الغربي وتكفَّ عن الحلم بأن يحبك.