لايف ستايل، الحدود تسأل والحدود تجيب

ما هو الكينوا؟ أنت تسأل والنادل ينظر إليك بكل قرف ويجيب مع أنك لا تستحقُّ النظر بوجهك أيُّها الجاهل

رياض جرابير - مندوب الحدود لدى مطاعم الحمص والفول

Loading...
صورة ما هو الكينوا؟ أنت تسأل والنادل ينظر إليك بكل قرف ويجيب مع أنك لا تستحقُّ النظر بوجهك أيُّها الجاهل

قد تطلُّ عليك الدنيا ويبتسم الحظ بوجهك أخيراً وتتاح لك فرصة دخول أحد المطاعم الفخمة، يا سلام، يا عيني على الفخامة والأُبهة والسجاد الوثير والثريات المتلألئة والطاولات بأغطيتها المُطرزة والشوك والسكاكين المصفوفة بإتقان وفق قواعد الإيتيكيت والمناديل المكويَّة والنادل واقف بمحاذاة الكرسي متأهبٌ لإجلاسك وسط أنغام الموسيقى الكلاسيكية وبيده المنيو المُجلَّدة وكأنها رواية تاريخية. الله الله، تفتحها، ومن ثم … ما هذا؟ ما هذه العبارات الغريبة؟ إلى أي لغة تنتمي؟ إلى ماذا تشير الأرقام الكبيرة بجانبها؟

كردِّ فعل أولي، قد تراودك أفكار بأن تطلب صحن حمص وكوب شاي، أو أن تطلق ساقيك للريح وتنفذ بجلدك، لكن، كيف لك أن تفعل ذلك والزبائن المخمليُّون يراقبونك وينتظرون ماذا ستطلب؟

تتمالك أعصابك وتشير إلى النادل لتسأله عن الكلمة الوحيدة التي استطعت تهجئتها، الكينوا؟ ما هو هذا الكينوا؟   

بحكم الخبرة والتجارب المماثلة التي مررت بها، سأخبرك عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة، عمَّا سيحصل، سيرمقك بطرف عينه بنظرة ازدراء، سيتمالك نفسه ولن يشيح بوجهه عنك رغم شعوره بكثير من الإهانة بسبب سؤالك، لأنه مضطرٌّ للتحدُّث مع الزبائن الجهلة من الطبقات الدنيا مثلك ومثلي، ولعدم رغبته بالانحدار إلى مستواك السوفاج وتجاهلك.

سيجيبك: الكينوا، كما تعرف يا مسيو، غذاء هيلثي ممتاز للمايكروبيوتك والانفايرومنت والأورجانيك والكاربوهيدرات والغلوتين واللاكتوز، ومطلوبة بشدَّة من معظم زبائننا الراقين أمثالك.

لكن، أنت لم تزل جاهلاً للكينوا، لذا، ستُشجِّع نفسك مُجدَّداً وتعيد عليه السؤال: ما هو الكينوا؟ وسيجيب: الكينوا أنواع، منها الكينوا سالاد، تبولة الكينوا، كينوا بالتشيكن، وألذَّها، سلطة الكينوا بالأفوكادو والفريز.

ومع بقاء علامات الجهل على مُحيَّاك، سيتدارك النادل الموقف، ويتابع قائلاً: إن بقيت محتاراً، عليك بسلطة الكايل مع خردل ديجون، أو بذور الشيا المطبوخة مع السيويد، كما أن بإمكانك التوجُّه إلى تلك الزاوية حيث يوجد الحمام، لتجد بجانبه باب المطبخ وبعد أن تدخل منه تجد البوابة الخلفية للمطعم. شرّفت مسيو.

شعورك تجاه المقال؟