الحكومة التونسيَّة تحثُّ الصحفيِّين على الاقتداء بزميلهم المصوِّر للحدِّ من انتشار أخبار الفقر والبطالة
٢٦ ديسمبر، ٢٠١٨

دعت وزارة الداخليَّة التونسيَّة المصوِّرين والصحفيِّين إلى الاقتداء بزميلهم عبد الرزاق الزرقي وإحراق أنفسهم أسوة به، للحدِّ من انتشار أخبار الفقر والبطالة والفساد التي تحرِّض الشارع وتزعزع الأمن والاستقرار.
وقال معالي وزير الداخلية الأكرم إنَّ ما فعله الزرقي قد كشف عمَّا كان يتمتَّع به من قيم وطنية عالية “أدرك أنه بات يشكِّل عبئاً على أجهزة الدولة، وأنَّ رحيله لم يزح عن كاهلها توفير الخدمات له فحسب، بل أراحها من مهمَّة مراقبته ومنعه من النشر ومطاردته والقبض عليه وسجنه حين يرفض الامتثال لها”.
وأضاف “تمرُّ الصحافة التونسية بأسوأ مراحلها، فكثير من الصحفِّيين لا همَّ لهم سوى النميمة وتناقل أخبار الفقر والبطالة وفساد المسؤولين، متجاهلين مهمَّتهم الأساسية بنقل أخبار كرة القدم وشغب الملاعب وجلسات النواب واجتماعات الوزراء ونجاحات أبنائنا في الغربة”.
وناشد الوزير الصحفيين ألَّا يجعلوا تضحية زميلهم تذهب هباء “فقد جعل من نفسه شمعة لينير الدرب لكم ولبقيَّة المواطنين، وأنتم لا تقلُّون عنه شجاعة. هيّا، أضرموا النار بأنفسكم فوراً، لا تنتظروا التغيير، كونوا أنتم التغيير الذي تستحقُّه تونس؛ فالناس تنفق مبالغ طائلة لشراء الصحف الورقية والاشتراك في الإنترنت لمتابعتها، مع أن بإمكانهم توفير تلك النقود لركوب المواصلات والتوجُّه إلى السفارات لتقديم طلبات الهجرة”.
وأكد الوزير أن ما سيفعله الصحفيون سيثير غضب المواطنين “ولكنَّها مرحلة مؤقتة سيتجاوزونها بعد الخلاص منهم جميعاً، إذ لن يبقى أحدٌ ينقل لهم مزيداً من حوادث الانتحار والظروف التي تدفع المرء إليه”.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.